البلاد – مها العواودة
تلوح الفرصة تلو الأخرى للبنان للخروج من عزلته، والعودة إلى حضنه العربي، غير أن “حلف الإرهاب” يأبى ذلك، ليس لسبب سوى الارتماء في أحضان إيران، وتنفيذ أجندتها التدميرية في لبنان والمنطقة، بدليل رفض “حزب الله” وحلفائه الاستفادة من المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي لحل الأزمات اللبنانية المتلاحقة مع الدول الخليجية، ما يؤكد أن الحزب الإرهابي يدير البلاد بقوة السلاح ويسيطر على مفاصل الدولة غير آبه بما يترتب على ذلك من أزمات سياسية واقتصادية تضر بمصالح بيروت.
ويقول السياسي اللبناني علي حمادة، إن الرد اللبناني على المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي، كان متوقعا في ظل الدولة القاصرة الخاضعة لحزب الله، والتي تحقق مصالحه وليس المصلحة العامة، لافتا أن الرد اللبناني على معظم البنود جاء إنشائيا، ويعكس غياب النفس الإصلاحي على صعيد الحكومة والسلطة الحاكمة الخاضعة لحزب الله، مؤكدا أن الجواب جاء التفافا على المبادرة فيما يتعلق ببسط سيادة الدولة وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف: “تهرب الرؤساء الثلاثة رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة، من موجبات القرار 1559، الذي يتضمن بسط سيادة الدولة، وسحب السلاح من المليشيات، وخروج القوات المسلحة غير اللبنانية، والمليشيات من الأراضي اللبنانية، ما يعني عمليا الخضوع لمنطق حزب الله تحت مسمى المحافظة على السلم الأمني في لبنان”، معتبرا أن ذلك يؤكد أن السلطة السياسية خاضعة للابتزاز بسطوة السلاح في ظل تاريخ حزب الله القائم على الاغتيالات.
وأعرب النائب اللبناني السابق مصطفى علوش، عن استيائه من الرد اللبناني على المبادرة التي تحرص على استقرار ومستقبل لبنان العربي، مؤكدا أن انصياع الحكومة لتوجيهات حزب الله تخاذلا ويضر بمصلحة البلد، مشيرا إلى أن عدم تطبيق قرار 1559 مخالف للدستور، ويضر بالاستقرار الوطني اللبناني، ويتسبب في تدهور مريع على كافة الأصعدة، ويؤكد في الوقت ذاته أن حزب الله ينفذ مخططات إيرانية لن تفيد لبنان. وتابع: “الرد غير مستغرب على المبادرة التي ذهبت أدراج الرياح بسبب تعنت حزب الله وحلفاؤه كالعادة”، عليها موضحا أن ذلك يؤكد أن القرار اللبناني مختطف من قبل اتباع إيران لمصلحة إيران فقط وهنا ابتزاز دائم.
في السياق ذاته، أشار الوزير اللبناني السابق معين مرعبي، إلى استمرار فشل السلطة الحاكمة في لبنان وتغييب قرار الدولة على حساب قرار حزب الله المسيطر عل مفاصل الدولة، معتبرا أن رد الحكومة اللبنانية على المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي، دون المستوى والكل يعلم أنه صادر عن حزب الله الذي يتلقى تعليماته من إيران، مؤكدا أن الحزب يستخدم الحكومة اللبنانية كمطية لتنفيذ ما يريده في لبنان والمنطقة، بدعم المليشيات في اليمن، والعراق، وسوريا، لذلك لابد من ردع عالمي لهذا الحزب الإرهابي.