جدة – عبدالهادي المالكي
تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة في تنمية المراعي النحلية لتفعيل المردود الاقتصادي للعسل، في ظل النمو المستمر لأعداد النحالين الذين يمارسون الأساليب الحديثة لإنتاج العسل، والقدرة على زيادة عدد المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا في هذا المجال، فيما يبلغ حجم كميات العسل المستوردة قرابة 25 الف طن سنويا مقابل 2646 طنا من العسل المحلي.
“البلاد” التقت بمجموعة من النحالين والذين أكدوا أن العسل المحلي ليس به غش وأن الكثير من النحالين توارثوا المهنة أبا عن جد.
في البداية يقول النحال مقبول السويحي : لقد ورثت مهنة النحالين أبا عن جد فقد كان جدي نحال وكذلك أيضا نحال بل ان حتى اعمامي نحالين مما جعلني محب للنحل بحكم تربيتي بين هؤلاء النحالين .
هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر فيما يسمى بـ”المقاري” أي المواقع التي يكون فيها خلايا النحل ففي الماضي كان تجد انتاج النحل محدود ولا يتنوع في المقرى الواحد اما الآن بعد أصبحنا نملك السيارات فأصبح باستطاعة النحال أن يتنوع في العسل بالتنقل بعربته التي تحتوي على خلايا النحل من وادي الى آخر ومن جبل الى جبيل للبحث عن أماكن الزهور التي يجني منها النحل العسل.
لقد كان في السابق يصل عدد خلال النحل الى 60 خلية في المقرى الواحد أما الآن فقد تصل إلى 400 خلية منها الثابت ومنها المتنقل بالإضافة الى انتاج أكثر. كما كان اعداد النحالين قليلين في الماضي أما الآن فإنهم كثر .
وعن أنواع العسل قال: هناك أنواع للعسل منها واشهرا السدرة والطلح والسمره والصيفي والزهور والمجري والضهيان . وعن تاثير العسل المستورد على العسل المحلي قال: لقد اثر المستورة على العسل المحلي تأثير كبير سواء كان من ناحية السعر أو الجودة فبعد أن اصبح في المستورد عدم ثقه اصبح الناس يشكون حتى في المحلي معتبرين أن المحلي بنفس جدوة المستورد بالرغم انه لايضاهي جودة البلدي وقد حصلنا على جوائز عالمية في جودة العسل السعودي على مستوى العالم وقد تم تكريم اكثر من 43 نحال سعودي على مستوى العالم . ويقول النحال فايز العُمري: لقد امضيت عشر سنوات في العمل في تربية النحل والحمد لله توفقنا في ذلك وتجارة العسل مجدية جدا بشرط أن يكون صاحب المنحل، صادق في عمله ، وفي الراهن فإننا نتنقل بين الأدودية وسفوح الجبال بجثا عن مناطق تغذية النحل. وعن شراء العسل قال: لمن يرغب في شراء العسل لا يعتمد على مختبر بل يعتمد على ضمير البائع فمتى كانت ثقته بالبائع كبيرة فسوف يحصل على عسل جيد ، لافتا إلى أنه يعتقد أن المختبرات لا تستطيع كشف العسل المغشوش . وأستطرد أن العسل المستودر أكثره مغشوش وهو مصنع.
وعن تحفيز الشباب لدخول هذا المجال قال: انصح في البداية لمن أراد دخول هذا المجال أن يكون صادقا في عمله حتى ينال ثقة المستهلك. وعن المختبرات قال: المختبرات لديها مقاييس معينة وهي مهتمة بنسب خاصة في العسل تبحث عنها والتي منها الجلوكوز فقط أما عن جودة العسل من عدمه فلا يستطيع المختبرات إظهار العسل المغشوش. وقال النحال سعيد العصماني : أعمل منذ ثلاث سنوات في مجال تربية النحل أما في مجال بيع وشراء العسل فلدي باع طويل فيه وقد رأيت أن هناك مستقبل كبير جدا في مجال تربية النحل وتوريد العسل وهو في ازدياد بفضل من الله ثم بدعم الدولة للنحالين .
وقال النحال عبدالرحمن عكشان أمضيت في تربية النحل أكثر من 30 عاما وقد دخلت هذا المجال هواية ومحبة في النحل وبفضل من الله رزقنا في الخير الكثير وخاصة في الوقت الراهن وهو فرصة لمن أراد الدخول في هذا المجال بعد ان الصبح النحل متنقل من ديرة الى أخرى مما يعطي تنوع اكبر في العسل. وعن الاهتمام بالنحل قال : أولا يجب الاهتمام بتكاثر النحل في أيام فصل الربيع بالإضافة الى إعطائه العلاجات الوقائية التي تحافظ على النحل من الموت . وعن أسعار العسل قال : العسل النادر في الغالب يكون سعره عاليا اما بعض الأنواع المعروفة بكثرتها في السوق فهي تكون أسعارها في متناول الجميع.
من جهة أخرى قال المحكم الدولي وشيخ طائفة العسل بالطائف رئيس جمعية النحالين مقبول الطلحي: إن المختبرات لفحص العسل لا تعطي الصورة الكاملة عن جودة العسل ولا تبين اذا كان منتجا محليا أو مستوردا و إنما تعود جودة العسل على ذمة وضمير النحال نفسة أو أمانة البائع. وعن مستقبل النحالين قال: هناك مستقبل مشرق للنحال قادم باذن الله ولكن أتمنى ان أرى الشباب والجيل الجديد هم من يخوضون تربية وإنتاج العسل وألا تكون مهنة جانبية (مهنة من لا مهنة له) بل تكون في مجال الاحتراف والتدريب.