البلاد – محمد عمر
يفقد الحوثي يوميا عناصره والأراضي المحتلة من قبل المليشيا، بفضل تقدم قوات العمالقة المدعومة بتحالف دعم الشرعية، إذ تمكنت أمس (السبت)، من تحرير منطقتي نجد والحجلا الواقعتين بين مديريتي حريب والجوبة، بالإضافة لتحرير منطقة غرابة أعلى وادي النحر بمديرية ناطع شرق البيضاء، بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي تكبدت خلالها خسائر في عناصرها وأسلحتها، كما لا تزال تواصل تقدمها في العبدية.
وقال تحالف دعم الشرعية في اليمن، إنه نفذ 27 عملية استهداف ضد ميليشيا الحوثي في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات في مأرب دمرت 13 آلية للميليشيا وقتلت أكثر من 90 عنصراً. وتتواصل المواجهات في محافظة مأرب، بين قوات الجيش الوطني اليمني وميليشيا الحوثي في عدد من الجبهات. وتتركز المواجهات في الجبهتين الجنوبية والغربية، لاسيما في الجبهة الصحراوية التي تشهد هجوماً متواصلاً من قوات الجيش الوطني على مواقع الميليشيا الحوثية التي تتحصن في معسكر “أم ريش” الاستراتيجي.
وأكد مسؤولون يمنيون على أن الشعب اليمنى بكافة مكوناته يرفض المليشيات الحوثية ويقف صفا واحد ضد كافة المحاولات التى تستهدف وحدة الشعب عبر الطائفية والإرهاب، مشددين في حديثهم لـ”البلاد”، على أن المجتمع اليمنى يتمتع بخصوصية ضد العنصرية والمذهبية ولا يمكن أن يطبق نموذجا طائفىا بين أبناء شعبه، وأن الجميع يتمسك بعمقه العربى ويقاتل من أجل حماية الأرض من المد الإيرانى. وقال عضو دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية برئاسة الجمهورية اليمنية الدكتور ثابت الأحمدي، إن الميليشيات الحوثية بلا حاضنة شعبية في اليمن، مبينا أن صعدة التي ينتمي إليها الحوثي ترفضه، وتعاديه، ولا مكان له حتى بين مجتمعه المصغر هناك، مشيرا إلى أنه لا يوجد طائفية في اليمن مطلقا، وأن المجتمع في أغلبه متجانس، ومتعايش ومتفاهم، ومتفهم لبعض الخلافات اليسيرة، ووحده الحوثي من يريد تطييف المجتمع، وتأسيس نموذج لبناني في اليمن، وهو أمر يرفضه المجتمع. ويرى وكيل وزارة الإعلام اليمنية أحمد ربيع، أن ممارسات وأفكار الميليشيا الحوثية الانقلابية في اليمن متطابقة 100 % مع توجه الحرس الثوري الإيراني ومع سياسة إيران كليًا، حيث أعلنت عنها فيما سبق تحت ما يسمى بـ”استراتيجية حرث الأرض”، التي تسعى للانقلاب على كل القيم الثقافية والاجتماعية والقانونية للمجتمع اليمني، في محاولة منها لجعل اليمن تابعا لإيران وفصله عن جذره وعمقه ومحيطه العربي وهو ما يرفضه اليمنيين ويقاوموه منذ سنوات مسنودين بالإخوة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، خصوصا بعد ما شاهدوا تداعيات تدخل طهران في العراق وسوريا ولبنان ومحاولات نشر الإرهاب والفتن في المنطقة، ومنها تهديد الملاحة البحرية، وقرصنة السفن التجارية والإنسانية، وهو تهديد تجاوز الحدود اليمنية، وآخرها تعريض حياة المدنيين في دول الجوار للخطر عبر طائراتها المفخخة. وأضاف ربيع: باختصار ميليشيا الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية، تعكس حقيقية جرائم إيران في اليمن والمنطقة، ما يحتم على المجتمع الدولي الشعور بخطر طهران في اليمن عبر الوكيل الحوثي، ومساندة اليمنيين وشرعيتهم في معركتهم الوجودية، لوضع نهاية لفوضى التمرد والانقلاب، وعودة اليمن إلى مكانه الصحيح بمؤسساته الدستورية لينعم اليمن والمنطقة بالأمن والاستقرار”.
في السياق ذاته، قال عضو الهيئة الوطنية لرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني نعمان الحذيفى، إن البعض يريدون تحول جماعة الحوثيين إلى نسخة من حزب الله في لبنان، ولكن هيهات فالمليشيات الحوثية ليس لها أي حاضنة شعبية باليمن، وكل الذين تحشدهم يكون ذلك تحت الترهيب وقوة السلاح واستغلال حاجات الفقراء والمعوزين. وتابع: “العالم يدرك جيدا مدي خطورة هذه المليشيات ليست فقط على اليمنين والمنطقه، بل والعالم باعتبارها أداة من أدوات إيران لزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد الملاحة الدولية”، مشددا على ضرورة مواجهة الفكر التدميري لهذه الجماعة التي أثبتت التجارب أنها جماعة غير قابلة لتعايش مع الآخر، وترفض السلام، وترى في آلة القتل والدمار والخراب مصدر من مصادر وجودها وديمومتها وأن على اليمنيين مواجهة هذه العصابة المتطرفة، التي جمعت بين الإرهاب والعنصرية.