المدينة المنورة ـ البلاد
لم تمنع الإعاقة البصرية والضمور في الشبكية من ارتفاع سقف طموح المواطنة المصممة نوف الصبيحي في تحقيق حلمها بفتح دار للأزياء بالمدينة المنورة ككفيفة بصر جزئي تدخل في عالم التصاميم والأزياء، فتحدّت الإعاقة وتغلبت على الصعاب بإرادتها وعزيمتها القوية، وتركت خلفها الأحكام المسبقة ونظرات عطف المجتمع وانطلقت بثقة وهمة عالية نحو تحقيق أهدافها.
وأوضحت الصبيحي أنها منذ نعومة أظفارها كان هناك حلم يراودها وطموح تسعى من أجله بأن تكون مصممة، فقادها شغفها بالتصاميم والألوان والتنسيق إلى أن تكون بدايتها من خلال العمل من المنزل كعمل تجاري، حيث عملت على تصاميم الأزياء الحديثة والتراثية بهوية بصرية واحدة، إضافة إلى تصاميم لأواني الضيافة وطاولات الحفلات كالأفراح وتنسيق كل ما يخص المناسبات بشكل كامل.
وذكرت أن انطلاقتها الحقيقة كانت بافتتاح مشروعها الخاص حيث مضت فيه متجاوزة العقبات والصعوبات حتى حققت طموحاتها وعمّا تتميز به من منتجات بيّنت أنها مزجت أعمالها بين الأزياء الحديثة والتراثية وأدخلت فيها فن الكروشيه والتطريز بالسيلان والأحجار الكريمة وغيرها، إضافة إلى أنها أصبحت مدربة معتمدة في تنسيق الحفلات والمناسبات فقدمت أكثر من دورة تدريبية لعدد من المدارس والكليات كمصممة أزياء متجاوزة الإعاقة البصرية، ولم تقف عند هذا الحد بل طموحها مستمر في عالم الأزياء بوصولها إلى العالمية، وتنتظر الفرصة المناسبة بأن تحصل على النظارة المكبرة المساعدة من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض لتتمكن من الإبداع والتميز في التصميم لتساعدها بالعمل أثناء الرسم بسهولة الوصول ومعرفة النقطة التي توقفت عندها.
وأشارت إلى أن المملكة عملت منذ وقت مبكر على خدمة وتطوير برامج العمل للمكفوفين في مجالات كثيرة، حيث أنشأت المعاهد والدورات والبرامج المختلفة إلى جانب تهيئة المدارس والجامعات والأماكن العامة عبر برنامج وطني يضمن حق المكفوفين في العلم والمعرفة والعمل. ووجهت رسالة إلى أصحاب الهمم الكفيفات بأن الكفيف هو عضو فعال في المجتمع إذا تم إفساح المجال له وإيجاد الفرص الملائمة، فيجب عليه اكتشاف موهبته وتطويرها لتوظيفها لصالحه أولا في إيجاد مصدر دخل دائم بعد التوسع بمشروعه وتطويره- ولصالح الوطن، فيكون عضوًا فاعلاً في المجتمع.