بيروت – البلاد
رحبت لبنان بالمبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي، والرامية إلى إعادة ثقة بيروت مع محيطها العربي، وذلك خلال استقبال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس (الأربعاء)، في قصر بعبدا ببيروت، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونيسكا.
وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، إن عون أبلغ المسؤولة الأممية أن لبنان يدين أي اعتداء تتعرض له القوات الدولية العاملة في الجنوب “يونيفيل”، كاشفا أن تحقيقاً فتح في الحادثة التي وقعت ببلدة راميه الحدودية لتحديد المسؤوليات، مشدداً على أهمية التنسيق بين الجيش و”يونيفيل” تفادياً لتكرار مثل هذه الحوادث. وأعلن الناطق الرسمي باسم “يونيفيل”، أندريا تيننتي، أمس الأول، تعرض جنود حفظ سلام خلال دورية روتينية لهجوم غربي قرية رامية بجنوب لبنان، عقب اعتراض سياراتهم، ما أسفر عن جرح أحدهم. وخلال اللقاء، تم تناول الأوضاع الراهنة والتطورات السياسية الأخيرة، حيث أكد عون جاهزية لبنان لمعاودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية على نحو يحفظ حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها. وأشار عون، بحسب البيان، إلى أن استئناف جلسات مجلس الوزراء يعيد عمل السلطة التنفيذية إلى طبيعته وفق الصلاحيات المحددة لها في الدستور، لافتا إلى أن إقرار الموازنة سيحقق الانتظام المالي ويساعد في المفاوضات التي بدأها لبنان مع صندوق النقد الدولي لدرس خطة التعافي الاقتصادي والمالي، مشددا على الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية بموعدها في مايو المقبل، خصوصا أن التحضيرات اللوجستية تتم تباعاً وكذلك الاعتمادات المالية المطلوبة.
ورداً على استيضاح الموفدة الدولية، أكد عون أن لبنان أبدى ترحيبه بالمبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي، الهادفة إلى إعادة الثقة مع الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً، لا سيما أن “دولة الكويت الشقيقة كانت دائماً إلى جانب لبنان وقدمت له الدعم في مختلف الظروف التي مر بها”، موضحا أن “الأجوبة اللبنانية سيحملها معه وزير الخارجية والمغتربين إلى الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده نهاية الأسبوع الجاري في الكويت”. من جانبها، نقلت السفيرة فرونيسكا إلى عون موقف الأمم المتحدة من التطورات في لبنان، مشيرة إلى أن مجلس الأمن سيعقد في مارس المقبل، جلسة حول لبنان يقدم خلالها الأمين العام أنطونيو غوتيريش تقريراً عن تطور الأوضاع اللبنانية والنقاط الإيجابية المسجلة في الآونة الأخيرة. وزار وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح السبت الماضي لبنان، حاملاً معه “ورقة أفكار ومقترحات” تستهدف إعادة “بناء الثقة” بمسار العلاقات اللبنانية الخليجية، مؤكدا أن السبب الرئيسي لزيارته هو “رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان”، مشيرا إلى أن “كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة من قرارات الشرعية الدولية وقرارات جامعة الدول العربية”، معربا عن أمله في أن يأتي الرد على هذه المقترحات قريبا.