البلاد – مها العواودة
حراك لبناني سياسي وسط أشواك يزرعها “حزب الله” أمام كل من يريد الإصلاح، للاستفراد بالسلطة لتنفيذ الأجندة الإيرانية وإفساد حياة اللبنانيين وقلبها رأسا على عقب بالممارسات الإرهابية، التي دمرت اقتصاد البلاد، ودفعت السياسيين للاعتزال على غرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي قال مستشاره مصطفى علوش لـ”البلاد”، إن قراره خسارة كبيرة للسياسة اللبنانية، معتبرا أن البلاد تقع تحت وطأة الاحتلال الإيراني.
وقال علوش، إن القوى المعادية تريد إعادة سعد الحريري للانتخابات، وحاولت بكل جهدها لمنع العزوف عن المشاركة في الانتخابات القادمة، للاتكاء عليه حيث يريدون الحصول على شرعية الانتخابات وإطالة الوضع القائم على مدى سنوات، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة السابق خرج سريعا من لبنان بعد قرار اعتزاله السياسة حتى لا يقع تحت ضغوط جديدة من الشارع والسياسيين.
ولفت إلى أن خروج الحريري من معترك الحياة السياسية جاء نتيجة خروج الأوضاع في لبنان عن السيطرة واستمرار السيطرة الإيرانية على الأرض اللبنانية من خلال حزب الله حيث مزيد من التأخر والتآكل وتفكك البلد. ويؤكد رئيس الوزراء اللبناني السابق، وفقا لمستشاره، أن الأصل في التواجد بالحياة السياسية هو الإنجاز لمصلحة الوطن والمواطن وخلال 16 سنة ماضية لم يتمكن أحد من تقديم إنجاز يؤمن الاستقرار الحياتي والأمني والسياسي رغم كل المحاولات وكثير من التنازلات، حيث النزاع مع حزب الله والتسوية مع ميشال عون وجيران باسيل والتي جميعها أدت إلى مزيد من التدهور ووصلت إلى طريق مسدود، موضحا أن تيار المستقبل اتخذ قرارا بعدم خوض الانتخابات القادمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن سيطرة حزب الله المباشرة على لبنان واستمرار الزعامات الطائفية والمحاصصة سيؤدي إلى انهيار لبنان بالكامل.
فيما اعتبر سياسيون لبنانيون، أن المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي لحل الأزمة اللبنانية وتخفيف التوتر في العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، والناتجة عن دعم ميليشيا حزب الله اللبناني للأنشطة الإرهابية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في اليمن والمزعزعة للاستقرار في دول الخليج، من شأنها إعادة التوازن للبنان حال وافق “تحالف الإرهاب” على تنفيذ البنود الـ12 التي تحتويها المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، والتي من أهمها التزام لبنان بكافة استحقاقات مؤتمر الطائف وقرارات الشرعية الدولية وجامعة الدول العربية، والتأكيد على مدنية الدولة اللبنانية وفق ما جاء في الدستور اللبناني.
وقال السياسي اللبناني مصطفى علوش، إن المبادرة تسعى لإعادة لبنان لمحيطه العربي وإبعاده من محور الشر، لافتا إلى أن البند الأهم المتعلق بالسيادة الوطنية يواجه بوجود احتلال بالوكالة ينفذه حزب الله لمصلحة الولي الفقيه، موضحا أن رئيس الجمهورية يتمنى هذا المخرج لإنقاذ ما تبقى من عهده لكنه رهينة بالكامل لأهواء حزب الله، مشيرا إلى أن المبادرة تعكس حرص الدول الخليجية على استقرار لبنان. ويرى النائب اللبناني السابق فارس سعيد، ضرورة تلقف اللبنانيون لهذه المبادرة والتي استقبلها اللبنانبون بكثير من السرور، مؤكدا أن هذا التحرك يؤكد أن لبنان لا يزال في صلب دائرة الاهتمام العربي، معتبرا أن هذه المبادرة سبب وجيه للدعوة لطاولة الحوار. من جهته، أكد الوزير اللبناني السابق إيلي ماروني، أن كل ماورد في المبادرة يجب أن يكون موضع ترحيب لدى السلطة اللبنانية لأن ما تضمنته من بنود تصب كلها في خدمة لبنان. وتابع: “على لبنان احترام إنتمائه العربي وأن لا تكون أرضه مقر للتصويب والتهجم على دول الخليج العربي التي وقفت وتقف دائم إلى جانب كل لبنان واللبنانيين في اقتصادهم وسياحتهم وسيادتهم ولأن الخليج وجهة اللبنانيين للعمل والسياحة”، داعيا السلطة اللبنانية للرد على المبادرة تجاه لبنان بسرعة وأن يكون ردها بالموافقة الفورية والسعي لتنفيذ بنودها لأنها تعيد لبنان إلى عائلته العربية.