رأيت في عيونه الانهزامية والضعف ، يشتكي من الحياة متقمصا دور الضحية ، لقد خاب ظنه في الكثير ، وتنكر له القريب ، وها هو يقف وحيدا ، يتحدث بالتأسف، ويتأفف بالتذمر.
للأسف هذا حال الكثير ممن لم يتقبلوا الحياة كما هي ، ولم يتقبلوا البشر كما هم ، وأن الإنسان خلق في كبد ، وجمالها في كبدها وتعبها ، واختلاف البشر نعمة تكامل يتعارفون ويتعايشون ويتصارعون ، ونحن نمر بمراحل قوة وضعف.
أخي القارئ إذا كنت لا ترى ما هو أمامك، فأنت لست غبياً، ولا جاهلاً ، أنت إنسان، بمجرد أن ندرك ضعفك ، ستمنح نفسك القوة لفتح عينيك.
يجب أن تتمسك بالأمل في تخطي المحنة وتجاوز الصدمة النفسية أياً كانت شدتها، بل يجب أن تدرب نفسك على توقع الأفضل وعودة الحياة لصورة أفضل مما كانت عليه، وتذكر عدد المحن التي سبق ومررت بها أو مر بها من حولك ورغم ذلك استطاعوا تخطيها.
يقول الشاعر العراقي:
لا الياس ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيدٌ بلسع النار يلتئمُ
اشرب دموعك واجرع مرها عسلاً
يغزو الشموع حريقٌ وهي تبتسمُ
والجم همومك واسرج ظهرها فرساً
وانهض كسيف اذا الانصال تلتحمُ
ومن سوى الله نأوي تحت سدرتهِ
ونستغيث به عونا ونعتصمُ
فاصلة:
نحن نقيس حياتنا من خلال مشاعرنا، فهناك سجين بين القضبان يعتقد أنها أجمل أيام حياته، وآخر يسكن القصور لكنه تعيس، إن المشاعر هي مقياس الحياة عند الإنسان وليست المادة، فالغني والفقير والمرأة والرجل والكبير والصغير، الكل سعادته داخلة ليست في الخارج وهي اختيار ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).
Faheid2007@hotmail.com