هذا العام .. سيواجه العالم عدة سيناريوهات اقتصادية مختلفة .. بين متفائلة بحذر وأخرى صادمة .. تعيد الى ذاكرتنا ما مر بنا في عامي. 2020 و 2021 .. وخصوصا أن دول العالم تترنح مرة أخرى تحت وطأة الموجة الرابعة للجائحة .. الناتجة عن فيروس أوميكرون .. حيث يعتبر هذا الفيروس هو الأسرع في انتقال العدوي والانتشار عبر تاريخ البشرية ..
إجمالا .. يتوقع أن يواجه العالم أزمات اقتصادية نتيجة إجراءات الإغلاق الاحترازية المتوقعة .. ونقصا في بعض السلع والخدمات .. ومقاومة شديدة لأخذ اللقاحات في بعض دول الغرب .. وتقلبات سعر الفوائد البنكية .. وتغير قيمة العملات بين الانخفاض والارتفاع .. وغيرها كثير من التداعيات السلبية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو .. كيف ندير منظماتنا ومنشآتنا ونشاطاتنا التسويقية والبيعية في زمن الأزمات المتوقعة.
في ظل التحديات التي ذكرناها .. يتطلب الأمر إستراتيجيات وخططا تسويقية شمولية وواقعية ومرنة وميزانيات تشغيلية تأخذ في الحسبان كل عوامل التقلبات الاقتصادية والسوقية .. وأرى أن هذا لن يتأتى إلا بتزاوج التكنولوجيا .. والاستعانة بقواعدة المعلومات الضخمة ووضع الخطط الذكية .. لإدارة الموقف بالمرونة الكافية للتعامل مع المتغيرات.
إدارة الأزمات التسويقية تتطلب الاعتراف بالمشكلة أولا ثم الشفافية ثانيا .. وذلك في توصيل المعلومات التفاعلية إلى قطاعات الموظفين المختلفة بكل أمانة وصدق ودون تحفظ .. وذلك عن طريق النشرات الإلكترونية ووسائط التواصل الخاصة والاجتماعات الإدارية .. وفتح ابواب النقاش بكل وضوح وصراحة دون بث الذعر والخوف والقلق في نفوس الموظفين.
وهذا لا يعني أن نمهد في هذه الاجتماعات .. بنيات مبيتة للإضرار بالموظفين والإخلال بعقودهم وتقليص مزاياهم ومكافآتهم .. تحت مقصلة تصحيح الأوضاع .. وفي حالة ما إذا كانت أحد الحلول هي تقليص عدد الموظفين فيجب أن يعاملوا بكل شفافية وعدل واحترام وحل كل مشكلة يمكن أن تواجههم نتيجة ارتباطاتهم أو متطلباتهم الشخصية.
وبعد ذلك يأتي دور المنشأة في التعامل مع العملاء والأسواق للنجاة في زمن الأزمات .. وبنفس القدر والوضع الذي ننتهجه في تعاملنا مع موظفينا .. يجب أن نعامل عملاءنا بالمثل .. ونقصد التواصل المستمر مع العملاء وإخبارهم أولاً بأول عن حجم الأزمة والأوضاع الإقتصادية التي تمر بها المنشأة .. وطريقة التعامل معها ومدى تأثيرها ووقعها عليهم .. وذلك بتوظيف كل وسائل التواصل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي .. هذا السلوك أو النهج .. سوف يقابل بالتفهم والاحترام من قبل العملاء والموظفين معا.
والمهم لابد من وضع إستراتيجية واضحة وفعالة وتحديد وتصميم السيناريوهات المختلفة للتواصل .. وتحديد المسؤول عن ذلك على مدار الـ 24 ساعة .. مع توفير قناة هاتفية للتواصل بالإضافة الى موقع الكتروني لإدارة الأزمة..
وأخيراً يجب على المنشأة أن تتأكد أن برامج التواصل والإصلاح والتجهيزات الالكترونية وجميع العاملين من مدراء وموظفين .. أنهم جميعا يعملون في تناغم وتكامل على إدارة الأزمة.