الرياض- البلاد
جاءت موافقة مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم بين منظمة السياحة العالمية ووزارة السياحة، لإنشاء أكاديمية دولية بالتعاون مع المنظمة التابعة للأمم المتحدة والموافقة على الترتيبات التنظيمية للأكاديمية ، تجسيدا لتطلعات القيادة وتوجيهاتها بشأن ضرورة تهيئة جميع السبل للارتقاء بالخدمات السياحية في المملكة، كما يبرز جهود المملكة في القطاع السياحي عالميًا.
التنمية السعودية الحديثة متجهة بقوة نحو تحقيق الاستدامة في كافة القطاعات ، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومن الأبعاد المهمة في مسيرة التطور والازهار، تهيئة الفرص الجاذبة للاستثمار في التنمية الاقتصادية والبشرية والتفاعل النشط مع العالم في تبادل المصالح وحراك التنافسية ، وفي هذا تعد السياحة أحد أهم القطاعات المؤثرة في التواصل الإنساني وتلاقي ثقافات الشعوب من خلال القائمين على وظائفها بمختلف مستوياتها.
فمثلما للسياحة مقوماتها الترفيهية والتاريخية، وأفكارها ومشاريعها الاقتصادية ، فإنها ترتكز في الأساس على الدور البشري الذي يقدم البانوراما السياحية للملايين وكافة الخدمات في هذا القطاع الأكثر تأثيرا في حركة السفر عالميا ، والمجال الرحب للتنافسية بإيراداته الضخمة وتنوع وظائفه المتجددة التي تتطلب علما وتأهيلا وقدرة على نجاح التنمية السياحية واستيعاب تجارب الأمم والشعوب في تقدين نفسها على خارطة السياحة العالمية.
لقد أكد وزير السياحة أحمد الخطيب ، أن الأكاديمية العالمية للسياحة ، جزء من إستراتيجية تنمية رأس المال البشري في قطاع السياحة، حيث ستعمل على استقطاب أفضل الخبرات من مختلف دول العالم وتوفير مسارات تدريبية وتعليمية لتطوير التعليم السياحي ليس في المملكة فحسب، بل على مستوى العالم، حيث ستكون متاحة لاستقبال الطلاب والمتدربين من داخل وخارج المملكة، وذلك من خلال الشراكة مع منظمة السياحة العالمية التي أبرمت معها وزارة السياحة اتفاقية بهذا الخصوص.
أيضا وكما قال الوزير ، ستكون الأكاديمية ستكون نبراسًا ومنارة عالمية تُسهم في تطوير صناعة السياحة حول العالم، كما ستعمل على بناء خبرات سعودية قادرة على قيادة قطاع السياحة في المملكة ومشاريعه الضخمة بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، وهذا الأمر سيكون بمثابة عامل دعم وجذب للمستثمرين في القطاع عبر تهيئة الطاقات المحلية اللازمة للعمل في المنشآت السياحية.
ومن الأبعاد المهمة لدور الأكاديمية أنها لن تقتصر على استقطاب الطلاب والطالبات، بل سيشمل تدريب العاملين في القطاع السياحي المحلي والدولي لتطوير مهاراتهم ومنحهم فرصًا أوسع للتطور الوظيفي.
إنجازات وطموحات
وبقراءة ما تحقق لقطاع السياحة السعودية من مشروعات ضخمة ومحفزات استثمارية وإطلاق التأشيرة السياحية وفتح المملكة أبوابها للسياح من مختلف أرجاء العالم، وافتتاح مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الرياض ، يمكن رصد أهمية الخطوات العملية للتنمية البشرية في القطاع ومجالاته الواسعة.
من أهم هذه الخطوات إطلاق استراتيجية تطوير رأس المال البشري بالقطاع السياحي، وتضم 20 برنامجاً تسعى من خلالها لتوفير مليون وظيفة في شتى التخصصات المؤهلة محليا ومن ومخرجات الابتعاث ، لتأسيس قاعدة بشرية قوية خلال أقل من عشر سنوات تقوم على هذا القطاع وتطلعاته الواعدة ، تماشياً مع الرؤية الطموحة ، لتعزيز دوره في خلق الفرص الوظيفية المستدامة ، والمساهمة في رفع الناتج المحلي.
الجميل والمبشر في ذلك يكمن في الإقبال غير العادي من الشباب والفتيات السعوديين في التعلم والتدريب والتأهيل في علوم وفنون السياحة في المملكة التي حددت أهدافها ومكانتها ، وإبداعات عقولها وخبراتها التي تمثل الأكاديمية العالمية إحدى روافدها الرائدة.