منذ بداية فترة الانتقالات الشتوية وتسجيل الأندية للأسماء الجديدة في سجلاتها، كانت هناك ردة فعل وموجة غضب عارمة عند الجماهير التي ما زالت تتذكر عهد الانتماء والولاء الماضي. ربما نسي هؤلاء أنه عصر الاحتراف الذي أصبح الاعتماد فيه على العرض والطلب وقيمة العقد ورغبة اللاعب.
فمن انتقال سعود عبد الحميد إلى انتقال محمد العويس وعبد الإله المالكي وغيرهم الكثير. نجد أنه لا مكان للانتماء وقد تغيرت تلك القناعات وأصبح اللاعب يبحث عن تأمين مستقبله وهذا حق مشروع ومنطقي.
نعم الأندية الكبيرة تغضب جماهيرها عند انتقال نجومها، وتعتبر ذلك تفريطا في المكتسبات وقد يكون في منظورهم أنه ضعف في عمل الإدارة دون النظر أو حتى التفكير أو التساؤل هل قدمت الإدارة عرضا للاعب أو حتى حاولت الحفاظ على المكتسبات وقد يستغل تلك النقاط بعض المعارضين لصالحهم وينشرون توقعاتهم بين الجماهير، ويصدقونها وهي مجرد توقعات نسبة الخطأ فيها تساوي نسبة الصواب وقد تكون لأهداف أخرى بعيدة كل البعد عن مصلحة الأندية وجماهيرها.
قد تكون تلك البيانات التي صدرت من الأندية التي انتقل منها بعض النجوم قد أوضحت الصور كاملة وبدأ الأغلب يؤمن أن الاحتراف يبقى فيه عامل المادة ركنا مهما وأساسيا وكذلك رغبة اللاعب خصوصاً بعد فتح سقف الرواتب للاعب المحلي الذي جعل الكثير من الأندية تقف حائرة أمام نجومها لضعف القدرة المالية لديها، وفي المقابل فتح باب الخيارات في الاختيار لبعض الأندية صاحبة القدرة المالية.
فحينما كان هناك ناد واحد يسمى شيخ الأندية أصبح هناك العديد من الشيوخ وهم شيوخ المال بلا شك، وفي المقابل وجدنا هناك أندية من الطبقة الكادحة تبذل ما في وسعها لتأمين قوت يومها والعمل على اقتناص بعض الفرص في التعاقد. ولكن يجب على صاحب الفرصة اغتنامها فزمن المال لايدوم.
وهنا نختم بتلك الأبيات المنسوبه لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حين قال:
«إذا هبت رياحك فاغتنمها..
فعقبى كل خافقة سكون.
ولا تغفل عن الإحسان فيها..
فما تدري السكون متى يكون.
وإن درّت نياقك فاحتلبها..
فما تدري الفصيلُ لمن يكون».