بيروت – البلاد
رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي، عبث مليشيات حزب الله بلبنان، معتبرا أنها تسخدمه في صراعاتها بالمنطقة، داعيا الدولة اللبنانية إلى استعادة شرعيتها ووحدة سلطتها العسكرية. وقال الراعي، أمس (الأحد) في هجوم واضح على “حزب الله”: “إذا كانت قوى لبنانية معيّنة تزمع أن تربط ماهية وجود لبنان بالصراعات الإقليمية وولاءاتها الخارجية، فإنها تخرج عن الإجماع وتُصيب وحدة لبنان في الصميم.
جريمة هي أن نقضي عليه ونشوهه في هويته”، حاثا على أن تستعيد الشرعية اللبنانية قرارها الحر الواضح والقويم، ووحدة سلطتها العسكرية، وأن تنسحب من لعبة المحاور المدمّرة، وتحافظ على مؤسساتها الدستورية بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها.
وأضاف: “ليس من المقبول إطلاقًا أن يواصل عدد من القوى السياسية خلق أجواء تشنّج وتحدّ وخصام واستعداء واستقواء تثير الشكوك حيال الاستحقاقين”. وشدد الراعي على أنه “من غير المقبول بقاء مجلس الوزراء في حالة وقف التنفيذ، خصوصًا أنَّ أيَّ اتّفاق مع صندوق النقد الدولي يستلزم موافقة مجلس الوزراء مجتمعًا، إنها جريمة أن يستمر تجميد الحكومة لأسباب باتت واضحة”.
وأكد البطريرك الماروني، ردا على تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي دعا إلى مركزية موسعة، أن لبنان وحدة واحدة وليس كيانا “نُعيدَ تركيبَه حَسْبَ موازينِ القِوى السياسية والعسكريّة، مضيفا: “إذا شاءت المكونات اللبنانية تطوير النظام، وهي على حقٍّ، من مركزية حصرية إلى لامركزية موسّعة لتعزّزَ خصوصياتها وأمنها وإنماءها، وتزيل نقاط النزاعات المتكررة،، فلا يجوز لأيّ تطوّر أن يكون على حساب هوية لبنان وحضارته ورقيه ودوره وحياده السيادي وجوهر وجوده”.
وأردف: “بما أنّ انتماء لبنان العربي هو للانسجام مع محيطه الطبيعي وتفاعل الحضارتين اللبنانية والعربية عبر التاريخ، تبقى حضارته الضاربة في العصورِ هي التي تحدد وجوده وليست صراعات الـمنطقة، ولا أيُّ مشروع مذهبي، ومخطط اثني يرتكز على قاعدة الأكثريّات والأقليّات”. وأكد الراعي أن “لبنان موجود هنا بخصوصيته الوطنية التاريخية ليشهد للحضارة والتعايش والكرامة والحرية ولعلاقاته العربية والعالمية”.