جدة – نجود النهدي
جولة جديدة حول الأسعار وتفاوتها في الأسواق، لكن وجهتنا هذا الأسبوع كانت صوب قطع غيار السيارات، حيث رصدنا آراء عدد من المواطنين الذين أكدوا وجود فروقات أسعار لنفس المنتج، وقد طرحنا هذه الحالة على الخبير الاقتصادي د. عبد العزيز إسماعيل داغستاني ، لنقف على أسباب هذا التفاوت ومبرراته، والقرار الأمثل للمستهلك.
البداية مع المواطن “وليد العمري” الذي تحدث عن تجربته في فرق السعر لقطع الغيار؛ وقال: توجهت للسوق طلبا لقطع غيار مرسيدس وبعد سؤال أكثر من محل عن السعر ، اكتشفت فعلياً مدى التلاعب بالأسعار بفروقات كبيرة لنفس القطعة ونفس المواصفات بين محل وآخر ، في استغلال للمستهلك دون مراعاة الحد المقبول للزيادة في السعر ونسبة أرباح البائع ، لذا أنصح بتفقد الأسعار قبل قرار الشراء ، فما أصعب على المستهلك أن يكتشف أنه مضحوك عليه ووقع ضحية الجشع.
دوامة السوق
من جهته يطرح محمد حكمي ، جانبا آخر من موضوع الأسعار قائلا: هناك بالفعل ارتفاع في أسعار قطع الغيار ، وبالنسبة للقطع الأصلية لبعض الماركات والموديلات ، لا تناسب القدرة الشرائية للبعض نظرا لغلائها خاصة في الوكالات وفي المحلات المختصة في بيع قطع الغيار، ولذلك يلجأ بعضهم لشراء القطع التجارية المقلدة لانها تظل خياره الوحيد لمواجهة الغلاء في الأسعار ، وعندما تشكو للبائع ارتفاع أسعاره يقول لك إنها أسعار عالمية ولا تختلف عن اسعار الدول المجاورة الا بنسب بسيطة، وأن هناك عوامل عديدة تؤثر بشكل مباشر على جميع المنتجات والسلع الواردة مثل سعر العملة واختلاف اسعار الشحن والنقل والتخزين، وهكذا يدخلك في دوامة الأسباب ، ولايكون أمامك خيار سوى الشراء أو تواصل البحث عن القطعة بسعر أقل ولو قليلا.
ويضيف: الحل الآخر هو السكراب فقد تجد قطعة أصلية بسعر مريح مقارنة بسعر الوكالة أو المحلات سواء للقطع الأصلية أو التجارية ، لكن ليس كل القطع متوفرة في السكراب فتضطر إلى فني ورشة الصيانة ليشتريها بمعرفته ويكسب من ورائها أو تعود مرغما للشراء من السوق.
المهم الجودة
استطلعنا رأي الدكتور عبد العزيز إسماعيل داغستاني” مستشار اقتصادي- أكاديمي سابق حول موضوع فرق السعر في قطع غيار السيارات في الوكالة والأماكن الآخرى؛ حيث أوضح أن الوكالة الرسمية المعتمدة للسيارات توفر قطع الغيار الأصلية وهي التي تتوافق مع المواصفات المعتمدة من الشركة المصنعة ولذلك تكون أسعارها بالضرورة أعلى من قطع الغيار التي تصنعها المصانع الأخرى والتي في الغالب تكون أقل جودة وبالتالي أقل سعراً، هذا هو الأساس المرجعي المهم لتفاوت الأسعار في السوق.
* سألته : وما هو الخيار الأفضل للمستهلك ونصيحتك في هذه الحالة؟
أجاب: بالنسبة للمستهلك قد تكمن حيرته بين نار السعر وضمان الجودة ، لذا يتردد البعض في قرار الشراء لحين من الوقت، ووجهة نظري أن عليه أن ينتبه إلى طبيعة ونوع قطعة الغيار التي يحتاجها، فبعض قطع الغيار لها علاقة قوية ومباشرة بالسلامة ولذلك عليه اختيار القطع الأصلية، وهناك قطع أخرى يمكنه البحث فيها عن بدائل والميل نحو السعر الأقل، بمعنى أن يكون المعيار للجودة وضمان السلامة وليس السعر رغم أهميته، مع ملاحظة أن القطع الأصلية في حالة الشراء من الوكيل قد يكون معها ضمان الوكالة وهذا قد يبرر ارتفاع السعر نوعاً ما.
ومن المهم في كل الأحوال الاهتمام بالصيانة الدورية للمحافظة عل السيارة وتقليل إمكانية تغيير قطع الغيار وبالتالي التوفير. وعموماً الجودة عنصر مهم قد يلزم معه تجاوز تفاوت الأسعار.