من المعروف أن هناك فترتين لانتقال اللاعبين ما بين الأندية وهما الفترة الصيفية والأخرى الشتوية، ورغم تشابه العملية في عقد الصفقات وانتقال اللاعبين بحسب حاجة الأندية، والعروض الأفضل للاعبين، إلا أن هناك أسبابا أخرى تجعل الفترتين مختلفتين بعض الشيء. فالفترة الصيفية تكون غالبية الانتقالات الكبرى لنجوم الصف الأول لبناء الأعمدة الأساسية للأندية وأيضاً لإثبات قوة الأندية المادية ومكانتها، وربما تختلف الفترة الثانية في أنها تكميلية لتدعيم بعض النواقص، وقد تكون هناك بعض الصفقات الكبرى للاعبي الصف الأول التي غالبا ما تكون أقل من الفترة الصيفية، ولكن تتشابه الفترتان في الطرح الإعلامي العشوائي في ملء الفراغ عن طريق التمصدر بتكهنات لصفقات قد لا تكون ذات منطق من الناحية الفنية، وربما المادية خصوصا مع الحالة المادية لميزانيات بعض الأندية. المثير للاهتمام هو أن بعض المشجعين ما زالوا غير متقبلين لانتقال بعض اللاعبين الكبار من أندية كبيرة إلى أندية كبيرة أخرى؛ رغم أن هذا الأمر انتهت حساسيته عالمياً بشكل كبير عند انتقال لاعبين كبار كرونالدو الظاهرة وباجيو، وفيجو وبيكهام وكريستيانو، ولوكاكو ، وميسي ما بين أندية الصف الأول والمنافسة على دورياتها المحلية وبطولاتها القارية لتصبح العملية مادية للاعب، وتسويقية للنادي، والبحث عن الإنجازات للجماهير، وهذا أمر بدأ في دورينا في السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة، إلا أن إحساس طلب الولاء من اللاعبين لا يزال يسيطر على جماهيرنا العزيزة.
أعتقد أننا مقبلون على تزايد في مثل هذه الحالات في السنوات القادمة خصوصاً مع زيادة عدد المحترفين الأجانب، وازدياد التنافس مع المحليين على المراكز في النادي، والبحث عن المشاركة لضمان الموقع في خارطة المنتخب الوطني.
بُعد آخر..
الطموح له زوايا كثيرة، ومحمد كنو حقق مع الهلال كل ما يمكن تحقيقه؛ لذلك ربما يبحث عن (تجديد) طموحاته للإنجاز، ومن المنطق أن يبحث عن المادة مع هذا الطموح وهذا حق لابد أن يُحترم جداً، فإن انتقل لن يكون الأول أو الأخير، وإن بقى فلن يكون الأول أو الأخير أيضا.