جدة – البلاد
في بادرة رائدة لخير اقتصادها واقتصاديات المحيط الأقليمي الممتد بين منطقة الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى وشمال إفريقيا، تقود المملكة خارطة طريق لتحفيز وتنمية قطاع التعدين من خلال حدث مهم حول رؤية جيولوجية واعدة لاستثمار الثروات المعدنية التي ستشكل مستقبل صناعة التقنيات ، وأنجزت السعودية إنطلاقة قوية لقطاع التعدين. أما الحدث فهو قمة ومؤتمر “مستقبل المعادن” الدولي أكبر تجمع والأول من نوعه في قطاع التعدين، والذي تستضيفه الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لثلاثة أيام ما بين 11 – 13 يناير الجاري. تعد “قمة ومؤتمر مستقبل المعادن” أهم الاحداث التي أقيمت في تاريخ التعدين في المملكة العربية السعودية، فهو وبحسب وزارة الصناعة والثروة المعدنية ، يؤسس في فكرته وفعالياته ونتائجه ، لتفاهمات وشراكات طويلة الأمد في هذا المجال، أخذاً في الحسبان ما تشير إليه التوقعات من ازدياد الطلب على المعادن في المستقبل بمقدار سبعة أضعاف نتيجة التحول الكبير إلى استخدامات الطاقات النظيفة، كما سيكون منتدى عالميًا لتبادل الخبرات والتجارب حول قطاع الثروة المعدنية، كونه يعد اللبنة الأولى على طريق إنشاء صناعة تعدين حديثة تستند إلى التقنيات المتقدّمة، والاستثمار المسؤول، والتنمية المستدامة.
ويناقش المؤتمر جملة من الموضوعات، تشمل واقع ومستقبل التعدين في المنطقة والعالم، وإسهام مشاريع التعدين في تنمية المجتمعات، واستعراض إمكانات وفرص القطاع في المملكة والإقليم.
مشاركات رفيعة
ينعقد مؤتمر التعدين الدولي بمشاركة عالمية رفيعة المستوى ، تكشف عنها أعداد ومواقع المشاركين في المسؤولية والخبرة، بحسب الوزارة سيشارك في فعاليات المؤتمر أكثر من 2000 شخص من أكثر من 100 دولة، وأكثر من 150 من كبار المستثمرين العالميين، و100 متحدث دولي بارز، بينهم عدد من الوزراء المعنيين بقطاع التعدين، وقادة الاستثمار التعديني على مستوى العالم، إضافة إلى قادة القطاعات المالية، ورؤساء كبرى شركات التعدين من مختلف الدول. وتفصيلا سيشارك في فعاليات المؤتمر من المملكة عدد من الوزراء، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، ووزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريِّف، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، ونائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر.
قادة حكوميون وشركات
إلى جانب عدد من القادة الحكوميين من مختلف الدول، يشارك في المؤتمر أيضا ، رؤساء شركات التعدين الأبرز على مستوى العالم ، مثل مارك بريستو رئيس شركة “باريك غولد “، وروبرت فريدلاند المؤسّس والرئيس المشارك لشركة “إيفانهوي ماينز”، وإريك كانتور المدير العام لشركة “موليس أند كومباني”، وأندرو فورست رئيس مجموعة “فورتسكو ميتالز”؛ وأندرو ليفريس، رئيس شركة “لوسيد موتورز”، وروي هارفي الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “ألكوا”، وجيريمي وير رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “ترافيغورا”، وماركو لامبرتيني الأمين العام للصندوق العالمي للطبيعة، وتوماس كابلان رئيس مجلس إدارة شركة “نوفاغولد”، وجيفري داوز الرئيس التنفيذي لشركة “كوماتسو ماينينغ”، وروهيتش داوان الرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للتعدين والمعادن، وبيتر ليون الشريك في شركة “هربرت سميث فريهيلز”. إضافة إلى هذه المشاركة الواسعة محليا وعالميا ، يشهد المؤتمر كلمات لعشرات المتحدثين من أبرز قادة صناعة التعدين، ومسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية، مثل البنك الدولي، والمجلس الدولي للتعدين والمعادن، ومجلس الذهب العالمي. وقد أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية تفاصيل فعاليات وبرنامج مناقشات تستخلص خارطة طريق طموحة لفرص استثمار كنوز المعادن، المتعطشة لها الصناعات التقنية الحيثة التي تشكل الرافعة القوية للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في العالم ، لتكون المملكة بهذه الخطوة قاطرة النمو في هذا المجال على امتداد النطاق الجغرافي الواسع من قارتي آسيا وافريقيا وفي القلب منها منطقة الشرق الأوسط بأهميتها الاستراتيجية المتعاظمة في مستقبل الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية.
المنصة الإلكترونية
وتزامنا مع استعدادات المؤتمر ، قدمت المملكة نموذجا حيا للسلامة في هذا القطاع الحيوي وبأحدث الوسائل ، حيث دشّن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريِّف المنصة الإلكترونية لإدارة الأزمات والطوارئ بمنظومة الصناعة والثروة المعدنية، التي تُعنى بتوثيق أفضل الممارسات لإدارة سجلات المخاطر والأزمات والحوادث في قطاعي الصناعة والتعدين، وتضم أعضاءً من جميع جهات المنظومة، وذلك لتحقيق أهداف الوزارة في قيادة تحديد المخاطر والوقاية منها والريادة في إدارة الأزمات والطوارئ عبر العمل على إدارة وتنسيق وتمرير وتبادل وتحليل البلاغات والمعلومات وتعزيز القدرة في الاستجابة للأزمات، من أجل المحافظة على الأرواح والممتلكات. وتتميز المنصة الإلكترونية بحوكمة أفضل لإجراءات الأعمال، والمواءمة بين الوزارة ومنظومة الصناعة والثروة المعدنية، والمساعدة في بناء نماذج أعمال متوافقة مع إدارة الأزمات والطوارئ؛ لتحسين تجربة المستفيد بما يضمن توفير بيئة صناعية وتعدينية جاذبة للاستثمار، تتبنى خلق ثقافة تعزّز الابتكار وإيجاد الحلول الإبداعية.