بشفافية ترقى الى مستوى المثالية يضع متحدث التحالف الدولي المعني بإعادة الشرعية اليمنية العالم بأسره بين الحين والآخر في مواجهة مسئولياته الاخلاقية عبر سرد صريح لتفاصيل الحقائق دون أدنى مواربة، وبوضوح خالي من اللبس تأتي الإجابات والتقارير والإيجازات مقرونة بالأدلة الدامغة بالصوت والصورة وبما ينسجم مع المنطق ويتوافق مع العقل ويحقق المعرفة ويبدد محاولات التضليل والزيف ويرتفع لمستوى القناعة التامة للباحث عن الحقيقة، وبالمثالية التي تعزز الفخر وتحرض على التباهي تتوالى الشروحات للاستهدافات المركزة والضربات الدقيقة لقوات التحالف بما يحقق الهدف في معارك ساخنة تستهدف أوكار الإرهاب الحوثي المدعوم من ايران حيث تتفادى تلك الضربات المؤلمة باحترافية فائقة – أضحت نموذجا يحتذى – إيقاع الضرر بالمدنيين بشكل فعال ملموس للقاصي والداني رغم تعمد أذرع الملالي تخزين الاسلحة والمسيرات والصواريخ في الأعيان المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمطارات ورغم الزج بالأطفال في اتون المعارك وتخوم جبهات القتال الأمر الذي دعا قوات التحالف مرارا لإعادة الخطط وإعادة تأهيل الأطفال المغرر بهم من خلال برامج انسانية كانت ولا تزال محط التقدير والثناء فمطار صنعاء الذي اضحى ثكنة عسكرية ومنطلقاً للإرهاب ضد الشعب اليمني قبل السعودي انضم مؤخرا الى قائمة الأعيان المدنية القابلة للتمترس من قبل عصابة تؤمن بارتداء عباءة النساء بهدف التمويه ولا تأبه بحياة الانسان بل لا تهتم بالتنمية وسلامة الشعوب، وهي ليست معنية بالقوانين الدولية والأعراف المجتمعية حتى باتت المناطق المسيطر عليها من قبل الحوثي مصائد لإزهاق الارواح بالسلاح المنفلت القادم من خلف البحار للقضاء على الشعب اليمني وشعوب المنطقة العربية دون استثناء، بل اصبحت تلك المناطق مرتعا للجهل والفقر والتضليل وموطنا لبث الأحقاد والضغائن والتصفيات بالهوية الى جانب حملات استغلال الثروات وإهانة الإنسان عبر الاستقواء بالطامعين مصدري الثورات والفوضى وممزقي شعوب المنطقة.
ولأن الحوثي القادم من كهوف صعدا لأهداف جلها قائم على الطائفية البغيضة لا يملك قرار الحرب والسلام فإن المملكة ومعها دول العالم تدرك الأهمية البالغة لتضافر الجهد الدولي بما يحقق السلام في منطقة هي الأكثر حاجة للطمأنينة والالتفات للتنمية فيما يحقق صون حياة ابناء الشعب اليمني المختطف ويحمي أمن واستقرار دول المنطقة ليعود اليمن سعيدا كما كان قبل أن يقع فريسة المتصيدين عبر أذرعهم بالمنطقة في محاولة يائسة لتطبيق النموذج اللبناني الذي احال بيروت لمدينة بائسة وقد كانت سويسرا الشرق فأضحى الحصول على اقل الاحتياجات الانسانية من سابع المستحيلات.
تخطئ الميليشيات المسلحة اذا ما اعتقدت إمكانية الانتصار على الجيوش النظامية رغم ادراك الفوارق الجوهرية شكلا ومضمونا فيما يتعلق بنتائج الحروب فالجيوش المنظمة معنية بسلامة المدنيين والاعيان المدنية وبالقوانين والاخلاقيات التي لا تعني العصابات المسلحة والانتصار حليف القوى العقلانية المهتمة بتنمية المكان والانسان على حد سواء.
لم تكن المملكة ذات الشأن والقيمة والمكانة المعروفة في غفلة عما يجري باليمن في اعقاب توافق العصابات الطائفية التي تغذيها احقاد إقليمية بغيضة راوحت في مكانها منذ عقود فظلت عاجزة عن تحقيق مقاصدها المدمرة تحت وطأة القدرة والحكمة والفطنة السعودية ، ولو تخلى التحالف عن المبادئ والقيم واحترام القوانين لعصف بالأخضر واليابس في فترة وجيزة جدا اذ لا ننسى التأكيدات السعودية على أن الهدف لا يتجاوز انهاء الانقلاب السافر واعادة الشرعية اليمنية في اعقاب طلب الحكومة الشرعية، ولا ننسى التأكيد بأن الوقت ليس بصالح الانقلابين خاصة أن المملكة تدرك تفاصيل ما يجري في اليمن وتعلم أن المنطقة مستهدفة وتعي خطورة تصدير الفوضى، وتئد باستمرار وبكل اقتدار مخططات المرتزقة والوكلاء والمغيبين ومن وراء كل هؤلاء ملالي غارقون في الجهل والاحلام ولا يملكون القدرة على مواجهة السعودية التي أضحت أنموذجا لدولة عصرية تبني بيد وتحمي المكتسبات باليد الأخرى حتى اضحت افعالها تسبق اقوالها.