بعيدا عن الأفلاك ومنازل النجوم، وكذب المنجمين بقراءة الحظوظ من خلال ضرب الودع وقراءة الكف والفنجان، بحثا عن المجهول، ارتأيت أن أستشرف معكم المستقبل من نافذة المعامل والمختبرات، ومراكز البحث والدراسات العلمية، التي تستند إلى الكم الهائل من المعلومات والأرقام وتحليلاتها، وتوجهات التكنولوجيا وتطوراتها وتأثيراتها على حياة البشر وسلوكياتهم.
لعلي أزيد قطرة في بحر التوقعات وزخمها وتأثيراتها القوية علينا، حتى نستطيع أن نكون فكرة عن ماهية الاستعداد للتخطيط المستقبلي، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا توجد كرستالة سحرية تعطينا استشرافا دقيقا لما هو قادم في مستقبل الأيام، حيث فشلت كل التوقعات في العامين الماضيين بالتنبؤ، بفايروس كورونا، وتأثيراته على حياة البشر لسنوات قادمة.
وبعد هذه المقدمة، سأستعرض معكم بعض التوقعات في شتى الحقول والتوجهات والمعارف، والتي يجب أن ننغمس بحثا في مكوناتها وتأثيراتها ومنها:
** لقد أدرك العلماء والمفكرون أن استجابة البشر لمعطيات التكنولوجيا وتطوراتها أسرع وأقوى مما كنا نتوقع ونتصور من حيث المواءمة والتعامل والتوظيف.
** يعكف العلماء على زرع وربط الواجهة العصبية للدماغ البشري بالشرائح الإلكترونية، حتى يستطيع الإنسان أن يجاري الآلة والروبوتات الذكية التي يغذيها الذكاء الاصطناعي بالمعلومات والمهارات، حيث سنشاهد عالما مليئا بالذكاء الإصطناعي في كل مكان، ** سيكون مفهوم، الميتافيرس، هو الطفرة التكنولوجية القادمة التي ستنقل البشرية إلى معايشة العوالم الإفتراضية بكل أبعادها، وستكون عاملا حاسما في الحد من تنقل البشر الى أماكن العمل والدراسة والسياحة الفضائية الخ. وستمهد الطريق للإستمتاع بالترفيه وممارسة الزيارات الافتراضية.
** ستعمل التكنولوجيا ومفهوم، البلوك تشين، والعملات الرقمية الحكومية على تعميق الثقة والأمان والشفافية في التعاملات المالية حول العالم عبر مواقع الإنترنت وتطبيقاتها دون تردد أو خوف.
** سيؤدي تزاوج تكنولوجيا إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي المعزز، سيغير الكثير من الصناعات وقدرات الإختصاصيين مثل المهندسين والأطباء والفنانين والعملاء والمحامين الخ، بل وستساعدهم على الإنتاج الوفير والمبتكر والجديد.
** الطاقة النظيفة والمستدامة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، ستأخذ طريقها الى التطوير، وستدعم توجهات الصناعات المختلفة، كالسيارات والهواتف الذكية واضاءة المنازل والشوارع الخ.
** ستزدهر آلات وأجهزة طباعة الرسوم المتحركة ثلاثية الابعاد وتطبيقاتها في صناعة السينما، وإنتاج المجسمات، وتعزيز الواقع الإفتراضي، بالهياكل والأشكال الهندسية وإنتاج الماكيتات الواقعية التي تتيح التعامل مع الأجواء الحقيقية المراد تصويرها أو إنتاجها.
** وأخيرا، تحورات فيروس كورونا، سيلقي مرة أخرى بظلاله على اقتصاد العالم وصناعاته، وزيادة نسب البطالة، وسيكون من نتاج ذلك زيادة نسب التضخم الاقتصادي العالمى، وزيادة الأسعار، وستتغير وتضطرب سلاسل التوريدات العالمية، وبهذا ستتخلف وتتعثر الكثير من الصناعات والمواد الاستهلاكية لتلبية احتياجات البشر حول العالم.
إلا أنني أزعم بشدة، أن عام 2022 سيخلق فرصا عظيمة لحياة مختلفة ومثيرة، سنقطف ثمارها في الأعوام القادمة باذن الله.