جازان – البلاد
كما هي روعة ساحلها وخيرات بحرها، وثمار أرضها من الحبوب والفاكهة، وبعد نجاح محاصيل البن والكاكاو، تدخل منطقة جازان بطموح واعد على خارطة زراعة نبات الصندل بجهود بحثية وتجارب عملية لعدد من الجهات الحكومية، بدعم من سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ليتسع عشق الفل والكادي بعبق نبات الصندل والعود.
البداية دائما فكرة وأبحاث ثم خطوة، وقد بدأت رحلة زراعة الصندل في جازان من خلال جهود هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بها، بالتعاون مع جامعة جازان وجامعة الملك عبدالعزيز، بإنشاء فريق بحثي لإدخال أشجار العود والصندل، وزيارات لمعهد البحوث والغابات بدولتي ماليزيا والهند ، باعتبارهما من الدول الأكثر شهرة في هذه الزراعة وانتاجها ، وبجهود دؤوبة نجح الفريق البحثي زراعة الصندل.
وقد سبق وتسلم أمير منطقة جازان ، التقرير السنوي لمشروع تجربة إدخال زراعة العود والصندل لمنطقة جازان، من رئيس جامعة جازان الدكتور مرعي القحطاني، ومدير عام هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان محمد واصلي ، وقد أهديت لسموه شتلتا صندل تمت زراعتهما بداية التجربة كإثبات لنجاحها الأولي، وكانت نتائجها مبشرة، ليتم حينها نقل إحداها في أحد حقول محطة التجارب الزراعية بهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بمحافظة فيفاء.
وتعد جبال جازان بيئة خصبة للزراعة الناجحة وتسويقها عالمياً، لما تمتلكه من مقومات زاخرة، وتشهد محافظات القطاع الجبلي العديد من التجارب الناجحة للمحاصيل، والنباتات، فبعد زراعة البن بالداير وتسويقه، ونجاح محصول الكاكاو بفيفاء، واجتياز تجارب زراعة الأفوكادو.
وهاهي جازان تؤكد نجاح تجربتها في مشروع زراعة العود والصندل، وتجني ثمار زراعته بشكل إيجابي بالمنطقة، لتجمع بخيرات أرضها بين الاقتصاد الزراعي والبحري ، وتتلاقى مواسم ومهرجانات المانجو والعسل وصيد الحريد ، مع سياحة الشواطئ والجزر الخلابة ودرتها فرسان، وكذا قلاعها الصناعية الاستراتيجية ، وميناؤها الذي يسهم في حركة التجارة الإقليمية والعالمية للمملكة ويشهد تطورا كبيرا.
واليوم تحظى المنطقة بنصيب وافر للتنمية المستدامة ضمن الرؤية الشاملة التي أعلنها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بإطلاق مكاتب إستراتيجية لإحداث تنمية شاملة ومستدامة في جميع مناطق المملكة من خلال تعظيم الاستفادة من الميزات النسبية لكل منطقة، والتوسع في توفير الفرص الوظيفية لأبنائها.