من المؤسف أن نرى أحد أركان الكرة السعودية، بل وأهمها وهو ينهار بهذا الشكل وبهذه السرعة وسط مرأى ومسمع من الجميع. ذلك الانهيار لم يكن في منظومة النادي فقط، بل اجتاح الجماهير فهناك من نراه يحزن على هذا الوضع غير اللائق بقلعة الكؤوس، ويحاول طرح الحلول والأفكار التي يمكن أن تحتوي هذه الأزمة وتعيد التوازن للنادي. وهناك من نراه- وللأسف الشديد- يرقص طربا على هذا الوضع لأسباب تخفى عن الجميع، ربما لخلافات شخصية أو لمصالح لم تتحقق. نعم الوضع خطير جداً، والعمل السابق لم يوفق والأفكار السابقة غير مجدية والاختيارات لم تكن بذلك المستوى المأمول. والحقيقة أنه دخل في الأهلي وبالتحديد فنياً من هم أصغر منه، ولا يجيدون التعامل مع الكيانات الكبيرة.
وإذا أردنا الحديث عن مكامن الخلل فهي معروفة لدى الجميع، وهي مشتركة بين أكثر من جهة؛ بداية بالإدارة التي عملت كل ما بوسعها.ولكنها لم توفق في إعطاء الثقة والاختيارات في بعض الأجزاء- إن لم تكن أغلبها- وكان الخطأ الفادح من الإدارة في عدم احتواء المشكلة في وقت مبكر، وكانت تلك المكابرة هي السبب في اتساع دائرة المشكلة، وازدياد حجم كرة الثلج التي تحتاج إلى جهد كبير ومال وعمل مضاعف حتى يعود التوازن.
وإذا تحدثنا عن الجهاز الفني الذي كان مخطئا وبشكل كبير في اختياراته ونظرته غير الواقعية التي لا ترتقي إلى الطموح المنتظر، التي بدأها بالتعاقد مع مدرب لا طموح لديه ولم يقدم ما يشفع له لقيادة ناد كبير مثل الأهلي، عطفا على نتائجه السابقة مع نادي الرائد، الذي كان يصارع الهبوط الموسم الماضي، مرورا بنداو وفيليب ومستواهما المتواضع.
فحين تنهي عقد متريتا وفيجسا وساريتش يجب أن يكون البديل أفضل منهم فنياً ولياقياً وليس ما نشاهده اليوم. الإصرار على الفشل الفني والاستمرار في هذا النزول في المستوى كان أحد الأسباب في الوصول إلى ما هو عليه النادي الآن.
التصحيح والتغيير مطلوب، وهذا ما وعد به رئيس النادي في آخر تصريح له وسط انتظار الجماهير التي لا تزال تثق في إدارة الأستاذ ماجد، وتثق أكثر في تلبية مطالبهم في مرحلة التصحيح. ولابد أن يكون أول خطوات في هذا التصحيح هو إقالة المدرب، بعد كل هذه الكوارث.
المهم الآن هو الخروج من هذا النفق المظلم بأي شكل من الأشكال، ومهما كلف الأمر؛ لأن الاستمرار على نفس الوتيرة سيقودنا لنتائج وخيمة، لم تحدث في تاريخ النادي الأهلي من قبل.