جدة – عبدالهادي المالكي
تعيش مدينة جدة هذه الأيام أجواءً احتفالية مع تواصل فعاليات مهرجانات التسوق الهادفة لتفعيل جودة الحياة والارتقاء بتجربة التسوق في المدينة، وإثرائها وجعلها أكثر استقطاباً للجمهور، ومع إطلالة موسم الشتاء في كل عام تنطلق مهرجانات التسوق والترفيه الربيعية في عروس البحر الأحمر، وذلك لاعتدال الأجواء ورغبة السكان في الاستمتاع بالأجواء الباردة ولكون هذه المهرجانات تكون فعاليات مفتوحة فإن كثيرا من أهالي مدينة جدة يتجهون لها بالإضافة الى التسوق فيها واستمتاع أطفالهم بالألعاب وكذلك الاسر المنتجة المتواجدة بهذه المواقع حيث تعرض ابداعاتها من الوجبات والاكسسوارات والبخور وغيرها من السلع وذلك نظرا لرخص أسعارها مقارنة بالمولات الكبيرة كما أن هذه المهرجانات بمثابة فضاء لالتقاء الاصدقاء بعيداً عن جدران البيوت.
“البلاد” قامت بجولة على هذه الفعاليات ونقلت آراء الزوار والأسر المنتجة ومسؤولي تلك الفعاليات.
ففي البداية يقول كل من: ياسين الزبيدي وايمن محمود ذوي الاحتياجات وعبدالله القرني عادل البقمي وعلي القرني ومنصور القرني وحسن الحمدان: تشكل مهرجان وفعاليات التسوق في مثل هذه الأيام متنفساً للأهالي وخاصة لسكان الحي المجاورين حيث يلتقون فيها ويتبادلون الاحاديث في ظل الأجواء الشتوية الجميلة التي تشهدها مدينة جدة هذه الأيام بعيدا عن زحام المولات والكورنيش والواجهة البحرية بالإضافة الى انها تجمع بعض الاسر والجيران ليستمتع أبناؤهم باللعب افضل من اللعب بالشارع.
لكن نتمنى ان يكون هناك تنوع أكثر في الفعاليات داخل هذه المهرجانات مثل التنوع في الفولكلوريات الشعبية حيث انها يجب ان تغطي كافة الموروث الشعبي في مملكتنا الحبيبة دون الاقتصار على منطقة معينة حيث ان السعودية تزخر بتنوع كبير في هذا المجال.
رأي الأمهات
من جهتهن قالت كل من اميمة وأم محمد وأم اصيل وأم قصي وأم وليد: تعتبر الفعاليات الشتوية مهمة بالنسبة لنا فإننا نخرج اليها من أجل البحث عن متنفس من كثرة الجلوس في منازلنا طيلة الفترة الماضية بسبب حرارة الجو والرطوبة العالية التي تشهدها مدينة جدة وخاصة انها تكون قريبة من الحي بالإضافة الى استمتاع أطفالنا بالألعاب والفعاليات المصاحبة وأيضا التبضع من الاسر المنتجة المشاركة بالموقع والمطاعم التي تعتبر أسعارها مقبولة نوعا ما مقارنة بالمولات الا ان هذه الفعاليات تفتقر للاهتمام بالتنسيق الجيد لتوزيع المواقع بالإضافة الى عدم استمرارية النظافة بانتظام طوال اليوم. كذلك نتمنى أن نرتقي بفعاليات الأطفال والتي أصبحت مستهلكة ومتكررة في كل فعالية وكل عام ولم يجد عليها جديد ونطمح ان تكون هناك مسابقات هادفة تنمي مدارك الأطفال ومواهبهم وغرس حب الوطن في قلوبهم عن طريقة المسابقات الثقافية عن وطننا الحبيب بالإضافة الى وجود معارض للموهوبين في كافة المراحل لعرض ابتكاراتهم وأفكارهم للأطفال بصفة خاصة وللأهالي بصفة عامة وان يكون هناك مسابقات حتى للآباء والامهات في كافة العلوم العامة والدينية.
الأسر المنتجة
تعتبر الاسر المنتجة جزءاً لا يتجزأ من هذه الفعاليات حيث لا تخلوا منها اسرة منتجة وذلك لإقبال الأهالي على منتجاتهم.
وقالت كل من امل وام فيصل وام سعيد وام علي وام هاني وام اكرم: نشارك باستمرار في كل فعالية وذلك لسببين: الأول هو حب الأهالي لمنتجاتنا والتي تختلف ما يقدمه المحلات التجارية سواء كان من ناحية الأطعمة او الملبوسات او الحلويات والمعجنات والمعمول. والسبب الثاني ان مثل هذه الفعاليات تعتبر هي الموقع الأفضل للتعريف بمنتجاتنا للأهالي وتوسع بيعنا لانهم يتذوقون ويشاهدون المنتجات امامهم مباشرة لأننا لا نملك محلات تجارية بل نمارس البيع من منازلنا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
بيئة جاذبة
غادة احدى العاملات بمهرجان نجوم جدة الترفيهي بحي الوزيرية قالت: مثل هذه المهرجانات الموسمية تعتبر فرصة جميلة لمن يبحث عن عمل حيث توفر العديد من الوظائف لكلاء الجنسين الا أن البنات يحظين بالنصيب الأكبر وذلك لان اغلب مرتادي تلك الفعاليات من العوائل وخاصة النساء.
وعن جذب الفعالية للعوائل قالت: الميزة الموجودة في مثل هذه الفعاليات انها تعتبر بيئة جذب لكل أطياف المجتمع، فالمولات لبعض اصحاب الدخل المحدود تعتبر مكلفة عليهم ماديا اما هنا فلا، بالإضافة الا انها تجمع أهالي الحي في فعالية واحدة لكن أتمنى من أصحاب الفعاليات ان ينوعوا في الألعاب لكل الاعمار فهناك العاب تشكل خطورة على صغار السن.
فرق شعبية
محمد مجرشي مدير مهرجان نجوم جدة الترفيهي بحي الوزيرية: قال بدأ المهرجان بالوزيرية ويستمر لمدة شهرين ويشتمل على مسابقات ثقافية بالإضافة الى مسابقة افضل طبق شعبي يمثل الاكلات الشعبية في السعودية وكذلك الى افضل زي شعبي والذي يشارك فيه الأطفال حيث ان على كل عائلة يتبع لهم الطفل يختارون زي معين ويشاركون به على المسرح سواء كان بنات او أولاد وأيضا لدينا مشاركات لفرق شعبية منوعة من كل مناطق السعودية والتي نستهدف بها جميع شرائح المجتمع الا ان مشاركات الأطفال تشكل النصيب الأكبر في الفعالية وقد حرصنا على مشاركة الموروثات الشعبية للتعريف بالمناطق وما تحتويه تراث عريق.
كما أن هناك ألعاب أطفال كهربائية وعادية ومائية ومعارض للإكسسوار والملبوسات والاسر المنتجة والمطاعم والوجبات السريعة.
ونظرا للاهتمام بالبرتوكولات الصحية فإن المهرجانات تؤكد على الزوار ارتداء الكمامات بالرغم من أن الفعالية في منطقة مفتوحة وقد اصدرت بعض المهرجانات منع دخول الشباب واقتصاره فقط على العوائل.