مركز المعلومات – عبدالله صقر
في نهاية يناير عام 1972 م نشرت “البلاد” في صفحتها الأولى خبرا تحت عنوان معالي وزير الصحة يعلن سلامة ونظافة حج هذا العام، حيث اعلن وزير الصحة جميل الحجيلان في بلاغ صحي عن سلامة ونظافة حج ذاك العام من جميع الامراض الوبائية والمحجرية مثمنا دور وزارة الصحة في النهوض بمهمتها على اكمل وجه منذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى عهد الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – وسلامة وصحة الحجيج وتوفير الرعاية الصحية لهم على رأس اولوياتها وسط الظلام الحالك الذي ساد هذا العالم بانتشار وباء كورونا.. كان هنالك نور وأمل، حيث سطَر التاريخ نجاحاً للمملكة بتمكنها وقدرتها على التعامل مع هذه الجائحة حتى في الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة في عصرنا الحديث.
وفي خطوة مدروسة بعناية أعلن وزير الصحة نجاح خطة الحج الصحية لحج العام 1442هـ ، وخلوه من تفشيات فيروس كورونا وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى . ما أثار اعجابا دوليا تمثل في إشادة منظمة الصحة العالمية بالإجراءات التي اتخذتها السعودية في موسم الحج المنصرم.
كما غرّد مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم «بينما يجتمع المؤمنون لأداء فريضة الحج هذا العام، نرحب بتخطيط الصحة العامة، والخطوات التي اتخذتها السعودية لضمان سلامة الحجاج ومجتمعاتهم خلال جائحة كورونا».
كما أشاد الاتحاد الأوروبي بالجهود المضنية التي حققتها المملكة في نجاح موسم الحج الماضي عبر ناطقها الرسمي في تصريحه لـ”العربية.نت”: “يسعدني أن أحيي السلطات السعودية على التنظيم الرائع لموسم الحج هذا العام، الذي تمت إدارته بكفاءة عالية ترتب عليها عدم تسجيل أية حالات إصابة بفيروس كورونا بين عامة الحجاج، إضافة إلى اتخاذها كافة التدابير للتعامل مع حالات الطوارئ”.
كما أشاد “بتمكين السعودية من تحقيق المشاركة النسائية في موسم الحج الذي يعد ذا حضور مميز من خلال الإسهامات في الأعمال الأمنية التي قامت بها النساء السعوديات”.
النتيجة صفر لعدد حالات كورونا بين الحجاج يعتبر هذا الإعلان بمثابة المرايا والتي تعكس العمل الجبار الذي قامت به المملكة في إدارة الحج بكفاءة عالية من خلال تضافر الجهود الكبيرة والعمل التكاملي بين الأجهزة والقطاعات في المملكة. واجراءات تفصيلية مشددة هدفت جميعها لتخفيض ومنع المخاطر الصحية، وتفادي إصابة أي شخص مـن الحجاج أو العاملين بفيروس كوفيد-19، بما في ذلـك المتابعة الدقيقـة، وإجـراء الفحوصات قبـل، وخلال، وبعد فترة الحج، لينتهي هذا الموسم بعدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا بين عامة الحجاج، إضافة الى الجهود والخدمات التي تم تسخيرها من الكوادر الوطنية والتقنيات الحديثة والتدابير للتعامل مع حالات الـطوارئ.
تأهبت المملكة لهذا الحدث أولا بالإجراءات التي تم اتخاذها في التعامل مع الجائحة بالدقة والسرعة والذي بوأ المملكة المرتبة الأولى عربيًا والخامسة عشرة على المستوى الدولي في التعامل مع الجائحة وجميع اثارها
كما وضعت خطة الحج الصحية والتي تضمنت الجهود المبكرة والإجراءات الاحترازية في التعامل مع الوضع الصحي للجائحة قبل وخلال موسم حج والذي استدعى اقتصار أداء الحج على ستين ألف حاج من مستكملي اللقاح لضمان سلامتهم ومنع انتشار العدوى بينهم في ظل جائحة كورونا.
عالم الربوتات
(الصحة) ألزمت الحجاج بالالتزام بالإجراءات الوقائية كافة من تباعد جسدي، وارتداء الكمامة، والحفاظ على النظافة الشخصية، وضرورة الحصول على الجرعة الثانية من لقاح (كورونا) للمقبولين لحج هذا العام
كما هيأت منظومة صحية متكاملة من المرافق الصحية في المشاعر المقدسة؛ لتوفير الرعاية الطبية لضيوف الرحمن،
وفي موسم حج 1440 أطلقت الصحة لأول مرة تقنية (الروبوت) للاستشارات الطبية، وأتاحت هذه التقنية للمستشفيات في مشعر منى، الوصول إلى الاستشاريين في تخصصات دقيقة عن بُعد. وفي حج العام المنصرم اتسعت رقعة التقنية في الحج بتدشين روبوت التطهير الذكي بالمسجد الحرام والذي يقوم بعمليات غسيل وتطهير الأرضيات بجودة عالية دون أي تدخل بشري وروبوت توزيع عبوات زمزم دون تلامس.
فيما أطلقت مجموعة (stc) سلسلة من تقنيات الروبوتات الذكية أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت المرتبطة بتقنيات الجيل الخامس G5 منها الروبوت الشخصي والذي يتيح التواصل مع الحجاج، بتقديم التوجيه والاستشارة والإجابة.
أما “الروبوت الأمني”، فهو مخصص لمراقبة ومتابعة الالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية التي يجب اتباعها من قبل الحجاج والعاملين في بيت الله الحرام وفق البروتوكولات الصحية المعمول بها.
رصد مبكر
إضافة الى كورونا.. لم تغفل المملكة عن الامراض الوبائية الأخرى وفي هذا العام حرصت المملكة من خلال وزارة الصحة على عمل المؤتمر الصحفي بالمشاركة مع القطاعات العاملة في الحج وبشكل يومي.
وقد اكد متحدث وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي انه في كل عام وخلال موسم الحج تقوم الصحة بعمل إجراءات احترازية وأنظمة رصد استباقية مبكرة يتم تطبيقها عبر تراكم سنوات من الخبرة للمعنيين بالصحة العامة وتقديم الرعاية الصحية المقدمة في الحج وطب الحشود من خلال رصد مبكر ووقائي واستباقي دائم لمجموعة من الأمراض الوبائية.
كما شاركت الصحة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، في مبادرة (طريق مكة) التي نُفِّذت من خلالها الإجراءات الوقائية في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة.
وأحدثت المبادرة نقلة نوعية في الالتزام بالاشتراطات الصحية، إذ بلغت التغطية بلقاحي الحمى الشوكية والإنفلونزا للحجاج القادمين عبر هذه المبادرة نسبة 100 ٪ لأول مرة.