جدة – عبد الهادي المالكي
تعددت المأكولات الشعبية والتراثية في مختلف مناطق المملكة وهي ترتبط بالعادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة، وانطلاقا من تنوع نكهات “الدسم” فإن هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة تهدف إلى تحديد عناصر وتاريخ فنون الطهي الوطنية والمحافظة عليها والترويج لها عبر محتوى فريد وقصص مُعدّة محلياً، وتقديم تجربة الأكل بطراز عالمي للمواطنين والسيّاح، وتطوير مهن فنون الطهي السعودية وتعزيزها، إضافةً إلى التطوّر والابتكار في الإنتاج والخدمات ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.
وشهد مهرجان البحر الاحمر السينمائي مشاركة عدد من ” هواة ” الطبخ ” الذين ابدعوا في تقديم الوجبات التراثية بنكهات مختلفة “البلاد” التقت بمجموعة منهم حيث أوضح الشيف الدكتور حسن قادري من منطقة المدينة المنورة: بقوله نظرا لتنوع افراد المجتمع في المدينة المنورة فقد تنوعت الاكلات الشعبية فيها ومن هذه الاكلات البف المديني والذي يتميز بعجينته وحشوته وبهاراته وعليها اقبال كبير وبالنسبة لي فأنا محكم ورئيس لجنة تحكيم دولية في مجال الطهي ولي مشاركات في مصر وتونس والمغرب والجزائر وفرنسا ، لافتا إلى أن هناك محاولات من الشباب في الطبخ الا انهم يريدون ان يبرزوا انفسهم خلال عشية وضحاها وهذا لن يتم ولن ينجح الا بطول الممارسة وسنوات الخبرة. انا امضيت 40 عاما في هذا المجال تخللها دراسات في فنون الطهي.
من جهته اوضح الشيف أحمد مساوى وهو المسؤول عن المناطق المشاركة وممثل منطقة مكة المكرمة أن الفعالية تشكل المناطق الواقعة على ساحل البحر الأحمر وفي منطقة مكة نقدم الوجبة الشهيرة المعصوب والذي يتكون من الفطير والموز بالإضافة الى إضافة قشطة وسمن وعسل حسب الرغبة.
لقد ذهلت من استمتاع السياح من خارج المملكة بالأكلات الشعبية وخاصة انه كان من ضمن هؤلاء السياح مختصين في الطهي من أوروبا وكندا.
الشيف ماجد الشوكان ممثل منطقة جازان قال إنه شارك بطبق جيزاني عمره فوق الـ 200 عام وهو “سمك الكنعد بزيت السمسم بإناء المغش ” وهي وجبه تراثية في منطقة جازان وهذه ليست الوجبة الوحيدة المشهورة في جازان بل هناك تنوع في الاكلات الجازانية وذلك بحكم تنوع خيراتها وتنوع سكانها.
نحن نسعى ان نصل بموروثنا في الاكلات الشعبية للعالمية والحمد لله هناك تعاقدات مع شركات فرنسية لنقل الاكلات التراثية إلى العالم.
الشيف شفياء الشهري مشاركة عن منطقة عسير تقول : تشتهر منطقة عشير بالعديد من الاكلات الشعبية والتي من اشهرها المشغوثة والعريكة والفتة وغيرها الكثير من الاكلات التي اشتهرت بها قبائل تلك المنطقة.
شاركت بالمهرجان بطبق المشغوثة والتي تتكون من اللبن ودقيق البر او الذرة والزبادي ويتم بعدها إضافة السمن والعسل، وهذه الاكلة تشتهر بها سكان محافظتي النماص وتنومه، وبحكم برودة منطقة عسير فإن هذه الاكلة تساعد على منح الجسم الدف في فصل الشتاء وقد تعلمت عمل الاطباق الشعبية منذ الصغر والآن أنا عضو ضمن الاسر المنتجة للأطباق الشعبية.
هناك طلبات كثيرة حصلت عليها خلال مشاركتي بالمهرجان كما اعجب الزوار من خارج السعودية من الدول العربية والأوروبية بالوجبات التراثية.
الشيف غادة خالد السيف ممثلة منطقة تبوك للأكلات الشعبية والمشاركة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي تقول شاركنا في المهرجان بأكلة شعبية معروفة في منطقة تبوك وهي “البسيسة” والتي تعمل عادة في أيام الشتاء لأنها تعطي طاقة وتدفئ الجسم وسميت بهذا السم لأن البدو في القدم كانوا “يبسوا” السمن مع الطحين بعد تحميصه بعد ذلك يتم إضافة التمر والهيل، وتعتبر هذه الاكلة نادرة وتعدها الاسر المنتجة فقط .
واستطردت بقولها: اشتركت مع هيئة الطعام في فعالية فنون الطهي وأعددت نفس هذه الاكلة واعجب بها كل الحضور واولهم الهيئة القائمة على الفعالية. وقد كانت هذا الاكلة منتشرة في تبوك الا إنها اندثرت ولم يعد احد يقوم بعملها الا كبار السن من النساء الذين يحافظون على التراث وهي تؤكل مع القهوة ومع حليب الغنم.
وحاليا نحاول جاهدين في جعل هذه الاكلة مستمرة جيلا بعد جيل لذلك نقوم بتعليمها بناتنا.
