البلاد: ياسر بن يوسف
مها العواودة
أكد اقتصاديون وعقاريون ومستثمرون أن مشروع وسط جدة الذي أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مخططه العام ، سيحقق قيمة مضافة عظيمة لاقتصاد المملكة ، في إطار اهتمامه ، حفظه الله ، بتنمية جميع مناطق ومدن المملكة، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 ، لبناء اقتصاد مزدهر ومجتمع نابض بالحياة مع توفير أفضل نمط حياة للسكان والزوار.
وقالوا إن المشروع سيحقق قفزة غير مسبوقة للسياحة في قلب جدة بإطلالتها الرائعة على البحر الأحمر، لتتحول إلى واحدة من أكثر المدن الساحلية جذباً للسائحين من داخل المملكة والعالم ، وتسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية للعروس والاقتصاد الوطني المستدام.
بداية يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور حسين شبكشي ، أهمية مشروع وسط جدة على أكثر من صعيد وخاصة التنمية المستدامة والتنمية المتوازية في كافة مدن المملكة العربية السعودية حيث يبنى هذا المشروع على مزايا تنافسية لمدينة جدة كمدينة سياحية تطل على البحر الاحمر ذات خصوصية جاذبة للقطاع السياحي والاستثماري والخدمي ، لافتا إلى أن المشاريع التي ستركز عليها خصائص هذا المشروع ستكون جاذبة للقطاع العقاري وقطاع التنمية العقارية وانعكاساته على المشاريع الخدمية الأخرى التي تدخل في خطة السياحة والبنية التحتية المصاحبة لها.
ويرى شبكشي أن كل هذه المكتسبات والإنجازات المرتبطة بمراحل المشروع ، سيكون لها نتائج وانعكاسات إيجابية كبيرة على مستوى الاستثمار وجودة الحياة ، ودفع الحياة الاقتصادية والاجتماعية لعروس البحر الأحمر.
سياحة وإشعاع حضاري
وقال نائب رئيس طائفة العقار بمحافظة جدة مسفر بن خير الله إن إطلاق سمو ولي العهد الأمين، للمخطط العام والملامح الرئيسية لمشروع وسط جدة، باستثمارات تصل إلى 75 مليار ريال، يمثل نقلة نوعية في تاريخ عروس البحر الأحمر، التي ستكون مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لجذب السياح السعوديين والخليجيين ومن العالم، حيث ستكون منطقة جذب عالمية بما تملك من امكانات استثنائية، وستصبح المحطة الرئيسية لما يقارب من 30 مليون زائر وحاج ومعتمر يتوقع وصولهم للمملكة سنوياً عام 2030 ، وستكون جدة مدينة الثقافة والفكر والحضارة، من خلال الواجهات الجديدة التي تضاف للأثار والمناطق التاريخية التي تمتلكها.
وأشار إلى أن المشروع الذي يقام على مساحة 5.7 مليون متر مكعب، وعبر واجهة بحرية طولها 9.5 كلم، ومرسى وشاطي رملي 2.1 كم، ليس هدفه انتعاش قطاع السياحة والترفيه فقط، بل سيكون بمثابة نقلة حضارية شاملة على جميع الأصعدة، فهو يستهدف تعزيز المكانة الاقتصادية والحضارية لجدة، بوصفها حاضنة للمناطق التاريخية والأثرية في جدة التي دخلت على قائمة اليونسكو، وحضارة التنوير والفن من خلال احتضانها هذا العام لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، واستعدادها لإقامة أول أوبرا في تاريخ السعودية، كما يتناغم المشروع عقارياً واسكانياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويحقق وفرة كبيرة في السكن المطور، مما يعزز من جودة الحياة، ويزيد من نسبة تملك السعوديين للعقارات، ويقدم حلول سكنية متنوعة ومتكاملة.
جودة الحياة
وبجانب الأبعاد الاقتصادية والتنموية التي شملها مشروع وسط جدة، يرى محمد الخلف المستثمر في مجال السياحة والترفيه أنه يحمل بعداً وطنياً مهماً، يتمثل في تعزيز الأمن والاستقرار، وتحسين جودة الحياة من خلال القضاء على العشوائيات، وتحويل مناطقها إلى واجهات حضارية معمارية، وتقديم حلول سكنية جديدة سواء للسكان أو الزائرين والسياح، تشمل 17 ألف وحدة سكنية و2700 غرفة فندقية، علاوة على الواجهات الأربع الكبيرة التي ستصبح عنوانا مميزا لعروس البحر الأحمر والتي أعلن عنها المشروع والمتمثلة في دار الأوبرا السعودية، والمتحف التاريخي، واستاد رياضي جديد، علاوة على المزارع المرجانية التي ستجعل من العروس، واحدة من أكثر المناطق الساحلية تميزاً في السياحة النوعية على مستوى العالم، فالكثير من عشاق البيئة والتراث يذهبون خصيصاً إلى بعض المدن السياحية في المنطقة بحثاً عن الشعب المرجانية.
ولفت إلى أن الملامح الرئيسية للمشروع كشفت عن تحقيق عائد اقتصادي سنوي يتجاور 47 مليار ريال سنويا، بحلول عام 2030، مما يعني أن المشروع سيحقق ما يقارب من 500 مليار في 10 سنوات بعد اكتماله ، ليتجاوز تكلفته أكثر من 6 مرات، مما يعني فتح أفاق كبيرة ليس للمستثمرين في العقار فقط، بل للاستثمارات الانشائية والمعمارية والسياحية والترفيهية، حيث يشتمل على 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية، وسيؤدي أعماله التشغيلية إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية واعدة “سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية” بمعايير عالمية، كما سيضم المشروع مرسى بمواصفات عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، إلى جانب الفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق، ويقدم حلول حلول متكاملة لقطاع الأعمال.
حلول مبتكرة
في السياق أكد سعيد علي البسامي رئيس لجنة النقل البري في غرفة جدة أن المشاريع التطويرية الجديدة التي يحملها مخطط وسط جدة ستقدم حلول سكنية مبتكرة لسكان العروس وضيوفها على مدار العام، علاوة على الاهتمام بـ(انسنة) جدة، حيث تشمل الإنشاءات الجديدة على مساحات خضراء وخدمات عامة تتجاوز 40 %، وسيكون أكثر من 105 من المشروعات في قطاع الترفيه والسياحة النوعية، وتنسجم مع الهدف الاستراتيجي لرؤية المملكة 2030 المتمثل في تحسين جودة الحياة، وستعمل على زيادة الحركة في الاقتصاد السعودي بصفة عامة وحركة العقار بصفة خاصة، وستؤدي إلى إعادة الحياة للعقارات في وسط وجنوب بوابة الحرمين الشريفين، من خلال وجه جديد للمدينة، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من ارتفاع أسعار العقارات وسط المدينة.
ولفت إلى أن المنتجات العقارية والسكنية المطورة التي يحملها مشروع وسط جدة، سيكون مردودها كبير على الصعيدين الاقتصادي والعقاري، ويسهم في انتعاش الكثير من الأنشطة الاقتصادية، كانتعاش مبيعات مواد البناء وانتعاش في حركة العقار داخل المدينة، وارتفاع أسعارها بنسبة تصل إلى 10 %، ونمو في حركة الأحياء السكنية الجديدة وثبات أسعار الأراضي في شمال المدينة، خاصة مع نهاية عدد من المشاريع الأخرى التي تقام بالتواكب في جميع مناطق جدة، كما يسهم المشروع في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية لبناء اقتصاد مزدهر ومجتمع نابض بالحياة مع توفير أفضل نمط حياة للسكان والزوار، حيث يتمتع مشروع “وسط جدة” بمقومات طبيعية متعددة، من ضمنها الواجهة البحرية بشريط مائي طوله 9.5 كلم، ويحتوي على مرسى بمواصفات عالمية مهيأ لاستقبال اليخوت من داخل و خارج المملكة، وشاطئ رملي بطول 2.1 كلم. كما ستشكل المساحات الخضراء.
طفرة عقارية وعمرانية
من جهته أكد المستثمر العقاري خالد الغامدي الاستثمار في مشروع وسط جدة الجديد أن العروس سشهد طفرة عقارية وعمرانية غير مسبوقة مع تحولها واجهة سياحية ساحرة، بعدما تم اعتماد اعتماد تصاميم عصرية بمعايير عالمية للمشروع مع الحرص على تطبيق عناصر ومكونات النسيج العمراني والمستوحاة من فنون العمارة الحجازية الأصيلة مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات العالمية، بحيث تصبح “وجهة ذكية” تعتمد على التقنيات المبتكرة، بالإضافة إلى اعتماد استخدام أفضل تقنيات الاستدامة ومنها الطاقة المتجددة، ما سيسهم في دعم الاستدامة البيئية بما يتناغم مع أهداف مبادرة السعودية الخضراء، حيث شارك في تصميم المخطط العام أكثر من 500 مهندس واستشاري، يمثلون خمسة من أفضل دور الخبرة في العالم.
وتوقعت عضو الجمعية السعودية للسفر والسياحة شريفة العواجي أن تصبح عروس البحر الأحمر مع انتهاء كامل المشروع، نقطة جذب كبرى عالميا نظرا لما تحمله من تاريخ كبير وما ستؤول اليه من مشاريع تطويرية تجذب الكثير من محبي التاريخ، مشيرة إلى أن العقاريين يرون أن الطفرة العمرانية الحالية سيكون لها أثر ايجابي كبير على المدينة العريقة، خاصة مع حركة البحث التي يقوم بها سكان تلك الأحياء لمساكن بديلة، ورغبة البعض الآخر المستقبلية لما تكون عليه المنطقة مستقبلا ، مشيرة إلى أن مدينة جدة هي الوحيدة في العالم التي يعتبر 40 في المائة من الأراضي التي تتوسط المدينة أراض بيضاء وغير مبنية مما يتيح فرصا عقارية وتنمية عمرانية كبرى متطورة . وأوضح المستشار في السياحة والترفيه محمد بن عبدالله العمري أن هذا المشروع هدية قيمة ومميزة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لجدة وسكان ومحبي جدة سيأتي بآلاف الفرص الوظيفية والاستثمارات المميزة لشباب وشابات الوطن ، خاصة وأن جدة تعد ذات عمق تاريخي ممتد لأكثر من ثلاثة الاف سنة، وهي المدينة الوحيدةعلى ساحلي البحر الاحمر الشرقي والغربي التي لا زالت تحتفظ بتراثها العمراني التاريخي المسجل في اليونسكو من خلال جدة التاريخية، حيث تمتلك ارثاً حضارياً واقتصادياً وسياحياً قل ان تجده في مدينة اخرى ، ويعكش هذا المشروع الحضاري المتكامل يوفر بيئة وتنوع معيشي وسياحي مميز.