أهداف التنمية المستدامة ” SDGs” أو الأهداف العالمية التي أقرتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 هي في جوهرها خريطة طريق عالمية لمحاربة الفقر وحماية كوكب الأرض وتمتع الجميع بالسلام والازدهار والرفاهية بحلول عام 2030، وهي أهداف متكاملة تنطوي على 17 هدفاً تسعى كلها إلى تحقيق التوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
إن المملكة قد حققت نجاحات كبيرة على صعيد التنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً وغيره. وما يهمني في هذا السياق هو الهدف الثالث الذي يتمحور حول ضمان الحياة الصحية وتعزيز الرفاهية للجميع، حيث تبذل الجهات المعنية بالمملكة جهوداً مستمرة لتعزيز الرعاية الصحية للسكان جميعهم من مواطنين ومقيمين على وجه السواء، فقد أفردت رؤية 2030 جانباً كبيراً للارتقاء بصحة الفرد بحسبانه حجر الزاوية في عملية بناء الوطن من خلال برنامج تحول القطاع الصحي الذي ورد فيه: ( يهدف البرنامج إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي في المملكة بما يساهم في تعزيز مكانته ّ وتفعيل مقوماته كنظام صحي فعال ومتكامل، يرتكز على صحة المستفيد بالاعتماد على مبدأ القيمة المحصلة من المخرجات، ويطبق قيم الشفافية والاستدامة المالية من خلال تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض .. إلخ.).
ولا غرو فإن ضمان الحياة الصحية للجميع يمثل عاملاً مهماً في بناء الإنسان السليم القادر على إحداث عملية التنمية وبناء مجتمعات مزدهرة، وفي هذا الجانب فهناك عدة مقترحات لتوفير حياة صحية سليمة، فعلى صعيد الفرد فباستطاعته اكتساب صحة جيدة والمساهمة في تعزيز صحة المجتمع الذي يعيش فيه من خلال اتباعه أساليب صحية مدروسة كذلك اعتنائه بصحة أطفاله ورفع الوعي بأهمية الصحة وأنماط الحياة الصحية في البيت أولاً ثم في مجتمعه، إلى جانب أهمية التوعية بخطورة السمنة والركون للخمول دونما القيام بأنشطة رياضية، بجانب إدراكه للطرق الغذائية الصحية السليمة وتعميمها في المدارس والجامعات، كذلك يمكن تشكيل فرق للمشي والرياضة في الهواء الطلق وقيام المنشآت بالتنسيق مع النوادي الصحية بإجراء تخفيض للمشتركين من منسوبي تلك المنشآت في النوادي، وإسهام ودعم رجال وسيدات الأعمال في إقامة حدائق كبيرة بممرات للمشي وأماكن للجلوس والترفيه وغيره.
كذلك لا يفوتني الإشارة إلى برنامج جودة الحياة الذي تم إطلاقه في العام 2018م الذي يهدف إلى بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية وغيره من أهداف. فالرعاية الصحية وجودة الحياة تفضيان إلى تعزيز الرفاهية والسعادة والعيش الكريم للإنسان بحسبانه أغلى الموارد لتحقيق كافة التطلعات الوطنية المنشودة.
J_alnahari@
باحثة وكاتبة سعودية