دائما ما يدور الجدل بين الجماهير والإعلام عن جدوى بعض المشاركات، وفائدتها للمنتخب أو النادي، وهل يجب استدعاء أو الاستعانة بالفريق الأساسي بنجومه ولاعبيه الكبار أم الاستعانة باللاعبين الشباب أو الأولمبي، أم ربما عمل خليط ما بين الاثنين، وهذا جدل قد لا ينتهي، وليس بالإمكان تعميم الاستنتاج على كل الحالات، ولكن لابد من تحليل كل حالة على حدة، وهنا لابد أن نتحدث عن مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب في قطر. في البداية لابد من أن نستوعب أن أي مشاركة مهما كانت أهميتها، سواء كانت البطولة العربية أو غرب آسيا، أو التضامن الإسلامي، أو أي بطولة مستحدثة أخرى يشارك بها تجمع لاعبين تحت مسمى المنتخب الوطني السعودي، فلابد أن تُعطى كامل احترامها- ليس لقوتها- ولكن لاسم ومكانة المملكة العربية السعودية الكروية؛ لذلك لابد أن يكون الجهاز الفني واللاعبين المستدعون على قدر اسم المنتخب الوطني السعودي، وإن رأى اتحاد كرة القدم عكس ذلك، فلابد من أن يتحلى بالجرأة بعدم المشاركة.
وأما العامل الآخر فهو الأسماء المختارة، فالمنتخب الوطني ليس مكاناً للتجارب وإعطاء الثقة (ربما على نطاق ضيق.. سالم الدوسري مثالا) ، ولكنه مكان للأفضل، ومن لديه القدرة على أن يرتقي للموقف ويعطي أفضل ما لديه على جميع الأصعدة، وكما أنه ليس مكاناً لحرق المواهب، فعند استدعاء لاعب ليس جاهزا نفسيا لتحمل الضغط (وهذا أمر مقبول ومنطقي) فلماذا نساهم في حرقه في محفل قوي كهذا كما شاهدنا بعض الأسماء التي تشارك أساسية مع أنديتها في دوري قوي كدورينا تواجه فيه أسماء كبيرة أجنبية أو محلية، وتظهر كأنها تمارس كرة القدم لأول مرة!! ، أو إشراك لاعبين في غير مراكزهم الأساسية كما حدث مع سعود عبدالحميد، ألم يكن من المنطق استدعاء نوح الموسى أو علي الحسن؟؟ ألم يكن بالإمكان استدعاء لاعبين أكثر خبرة وقوة من خارج التشكيلة الأساسية للمنتخب الأول لتطعيم اللاعبين المختارين ليظهر المنتخب بشكل يليق باسمه؟ سأجاوب بالنيابة عنا جميعا.. نعم ممكن ولكنه لم يحدث.
أحترم اتحاد كرة القدم بقيادة أ. ياسر المسحل كثيراً ، وكذلك أحترم وأقدر الكوتش إيرفي رينارد، ولكن لابد لنا كإعلام أن نكون من الناصحين، فهم في حالة مشاركة المنتخب السعودي ببطولة العرب في قطر جانبهم التوفيق في كيفية إدارة الموقف إجمالا، فـشخصيا لن أطلب منهم المشاركة بالمنتخب الأول بأعمدته الأساسية؛ نظرا للاستحقاقات القادمة الأكثر أهمية، ولكني أطالب بأن تكون الاختيارات أكثر جدية؛ لاعبين ومدرب. فمع احترامي لرينارد ومساعده فالمنتخب السعودي ليس مركزاً لتأهيل المدربين.
بعد آخر..
لا زلت لم أصل للفرق بين حالة استمرار الدوري أثناء بطولة قارية دولية عالمية، وتوقفه أثناء بطولة إقليمية لا نشارك فيها بلاعبي الصف الأول الحقيقيين على مستوى الأندية والمنتخب.. فهل هناك من وصل؟