شاهدت البعض من الناس انطفأت في أرواحهم بهجة الحياة، فأصبحت ملامحهم كالصحراء الجدباء، التي لا زرع فيها ولا ماء، لا تكاد البسمة تشرق إلا بشق الأنفس، فتبدو باهتة أطفأ نورها الشعور بالذنب المستمر، حتى أفقدها جاذبيتها. لا أحد ينكر أهميّة هذا الشعور لدى الإنسان، فهو ضروري، حيث يعمل على تهذيب الأخلاق وتصحيح المسار.
لكن ما نتحدَّث عنه يدور حول المبالغة التي قد تحدث في هذا الشعور، فيأخذنا إلى ساحات التّأنيب المرضي للذات، والسخط الدائم عليها، والضعف. تقول لويزا هاي: “عندما أتكلّم عن المسؤولية فأنا أتكلم عن الشعور بالقوة، وهذا على عكس الشعور بالذنب الذي يعني التخلي عن هذه القوة”. إنَّ الشعور بالذنب جرس إنذار أو ” تنبيه” داخلي، فهو يشعرك بالخطأ، لكن كلما كان صوته عاليًا جدًّا ومستمرًّا، لا يهدأ ولا ينطفئ، يصبح مصدر اضطراب واكتئاب.
فاصلة:
إنّنا ننصب لأنفسنا المشانق كلّ يوم، سواء كنا واعين بذلك أم لا، وذلك عندما لا نحترم ضعفنا، ولا نتقبّل فشلنا، فنتجرّد من آدميتنا، ونتبرأ من إنسانيتنا، وكأننا لم نسمع يومًا: «ربنا لا تُؤاخذنا إنْ نسِينا أو أخطأنا». الشعور بالذنب المبالَغ فيه يقتل الحياة كلّ يوم، اسمح لنفسك أن تمارس حقها في الخطأ والصواب، في الفشل والنجاح، في الذنب والتوبة، في الحزن والفرح. أحبب ضعفك فهو جزء من بشريتك.
Faheid2007@hotmail.com