أحداث 2020 تشير بقوة إلى أنه لا يمكننا الفصل بين قطاعات السفر والسياحة والضيافة ـ الفندقة والمطاعم ـ حيث أن هذه القطاعات تشكل روافد لبعضها البعض. لذلك تأثرت بشدة نتيجة الإغلاق التام للحياة بسبب جائحة كورونا.
والآن هذه القطاعات تتحسس طريقها للتعافي والعودة ثانية إلي زخم الحياة باستدامة .. وبالتركيز والاستفادة من التحولات والتطورات ـ التكنو رقمية ـ في جميع مناشط حياتنا الإجتماعية .. آخذين في الاعتبار الأمن والسلامة والصحة العامة. وتسخير كل الإمكانات والموارد حتى تكون في متناول رواد هذه القطاعات.
وبالرغم من عودة الحياة لنشاط السفر والسياحة والفندقة تدريجيا .. إلا أن الخوف والتردد لازالا يسيطران على حركة المسافرين وقراراتهم الخاصة بالسياحة والإقامة الفندقية .. فهناك تحديات الأمن والسلامة والمناخ والبيئة ويأتي على رأسها الهاجس الصحي وتجنب العدوى من الأمراض الفتاكة .. بالإضافة إلى التغيرات الديموغرافية لخارطة المسافرين وتغير احتياجاتهم ومتطلباتهم.
لذلك أري أن السفر والرحلات الطويلة ستكون في أضيق الحدود .. وذلك للاعتبارات التي ذكرناها سابقا إلى جانب حرص الكثير من المسافرين على البقاء قريبا من أماكن إقامتهم .. كما أن السفر عبر وسائل المواصلات الأرضية سيكون مسيطراً ومفضلاً وبالذات في الرحلات الداخلية للدول.
السفر السياحي الترفيهي سيقتصر على شريحة جديدة من السائحين الشباب والذين يفضلون السفر بمفردهم وليس عائليا كما كان معتادا .. أو مع مجموعة من الأصدقاء .. لأن هذا النمط الفرادي يتيح للإنسان الاهتمام بنفسه ويتخذ قراراته واختياراته ومخاطراته دون إقحام الآخرين أو فرضها عليهم أو أن تفرض عليه.
سيكون هدف السياحة الترفيهية هو الزيارات المفتوحة غير المقيدة ببرامج مسبقة الاختيار .. فالجيل الجديد يتوق إلى التغلغل والإنغماس في ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب المحلية .. من طقوس وأكل وشرب وارتياد الأماكن والأسواق المحلية والمناشط الشعبية.
الحاجة إلى إضفاء .. الطابع الشخصي .. لنوعية الخدمات المقدمة لجمهور السائحين .. بل وتفصيل برامجها وفق شخصية ومتطلبات كل سائح على حدة بهدف إشباع رغباته المتفردة .. ابتداءً من الحملات التسويقية .. وانتهاءً بممارسة طقوسه اليومية وترتيب برامج ومواعيد زياراته ووجباته الخاصة .. وذلك وفق رغباته وتوقعاته .. حتى تحقق له تجربة ذاتية متميزة.
أنماط الحياة السياحية أيضا اختلفت بالنسبة لجيل ما بعد الكورونا .. فهم أكثر اهتماما بممارسة النشاطات الرياضية اليومية .. واختيار الأكلات والوجبات بمعايير عضوية وصحية .. وأن تحافظ الوجبات على شكلها وطعمها الشهي.
وأخيرا .. ستلعب قنوات المعلومات والتطورات ..التكنو رقمية .. دورا كبيرا في بعث الحياة من جديد وبقوة في قطاع السفر والسياحة والضيافة .. حيث تطبيقات وتوظيف الروبوتات الذكية .. والآلة المتعلمة والمتطورة .. والذكاء الاصطناعي كل ذلك سيقود إلى تغيير مفاهيم وسلوكيات وممارسات المستهلكين لهذه الصناعة .. ومن ثم تبث فيهم روح الأمل والثقة والطمأنينة لاتخاذ قرارات السفر والترحال.