البلاد- محمد عمر
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن “كانغ يونغ” أن المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول تأثيرا وجهدا لاستخدام جميع المزايا ، ودورها الكبير في التصدي للتداعيات السلبية لجائحة كورونا، وتوسيع تأثيرها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال في حوار لصحيفة “البلاد” ، إن السعودية تُعتبر دولة عربية وإسلامية كبيرة، ودولة رئيسية مهمة في إمدادات الطاقة العالمية ، كما تلعب دورًا مفتاحيًّا في شؤون الشرق الأوسط، موضحا أنها تقدم مساهمات إيجابية في دعم جهود الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة.
بداية سألت السفير الصيني لدى اليمن، عن تميز العلاقات السعودية- الصينية، فأكَّد أن بكين تولي اهتمامًا بالغا لتعزيز علاقات الشراكة على الصعيد الاقتصادي ، وأيضا الاهتمام بدور السعودية المفتاحي في المنطقة، وجهودها في تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وتسعى وراء دفع التعاون الإنمائي مع دول المنطقة، مشيرًا إلى أنه في أثناء زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” إلى الشرق الأوسط في يناير 2016، طرح أن الصين ستلعب الدور المتمثل في بناء السلام في الشرق الأوسط، ودفع تنميته، والمساهمة في تطوير صناعاته، ودعم تثبيت استقراره، والمشاركة في تعزيز التفاهم بين شعوبه، وإن بكين مستعدة للعمل مع دول المنطقة، بما في ذلك السعودية، لبذل جهود متواصلة لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط.
الاقتصاد والمناخ
وعن متابعته ونظرته لتطور الاقتصاد السعودي الاقتصادي ، فقال: المملكة تشهد تحولات نوعية كبيرة وتطورا على كافة الأصعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وفق رؤيتها الطموحة 2030، ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة المالية والهيئة العامة للإحصاء، يتخلص الاقتصاد السعودي تدريجيًّا من تداعيات جائحة كورونا؛ حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.8 بالمائة على أساس سنوي، وهي أكبر زيادة منذ عام 2012 ، ونتابع باهتمام هذه التحولات والإنجازات الاقتصادية والمشاريع الكبرى نحو الاستدامة.
مبادرات رائدة للمناخ
وفيما يخص جهود ومبادرات المملكة بشأن مواجهة التغير المناخي ، قال إن تغير المناخ أصبح موضوعًا ساخنًا على الساحة الدولية. وفي هذا السياق، أعلنت السعودية مبادرتين رائدتين لمواجهة تغير المناخ وسلسلة من الإجراءات لحماية البيئة، وهما “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وعقد منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض مؤخرًا ، تمثل جهودا رائدة لدعم الجهود العالمية ، وستضيف زخمًا بيئيا كبيرا لخطة التنمية السعودية المستدامة لعام 2030، كما ستخلق مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” نقاط النمو الاقتصادي الجديدة للمنطقة.
وأكَّد “يونغ” أن هذه الإجراءات السعودية تتماشى مع المفاهيم الصينية المتمثلة في بناء الحضارة الإيكولوجية ومجتمع الحياة المشترك الأرضي. مضيفًا أن الأرض هي الموطن الوحيد للبشرية في مواجهة تحديات تغير المناخ العالمية، وإن البشرية هي مجتمع المستقبل المشترك، مما يخلق آفاقا اقتصادية جديدة تحمي الكوكب وتدعم بيئة أفضل للتنمة ومصالح شعوب المنطقة.
أمن المملكة واستقرار اليمن
وفي إجابة عن سؤال حول القضية اليمنية ، وجهود المملكة في مساعدة الشعب اليمني ودعمها للحل السياسي ، ودور تحالف دعم الشرعية فى حفظ وصيانة القضية اليمنية، أفاد السفير “كانغ يونغ”، بأن السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا بأمنها وتسعى إلى تحقيق السلام في اليمن منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، موضحًا أن بكين تؤيد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية لهذه الغاية، وأنها تأمل في أن يتحقق السلام في اليمن في أسرع وقت ممكن بفضل الجهود المشتركة للمجتمع الدولي ودول المنطقة.
وفيما يخص رؤية الصين حول مبادرة الرياض لحل الأزمة اليمنية، أوضح “كانغ يونغ” أن الرياض أعلنت في 22 مارس العام الجاري، مبادرة السلام المتمثلة في إنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل، وحظيت هذه المبادرة بالترحيب والدعم من الأطراف اليمنية والدول الإقليمية والمجتمع الدولي على نطاق واسع، مشيرًا إلى أن السفارة الصينية في اليمن عبرت بعد أقل من ساعة من إعلان هذه المبادرة عن ترحيبها بالمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل ، ونقدر الجهود السعودية الدؤوبة لحل الأزمة اليمنية ، ونأمل من كل الأطراف اليمنية أن تبذل جهودًا مشتركة وتسير إلى الاتجاه الواحد من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة وعلى أساس المرجعيات الثلاث.
أيضا رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني في مؤتمر صحفي بهذه المبادرة وأعرب عن تقديره للإجراءات الإيجابية التي تتخذها السعودية لتهدئة الوضع في اليمن، كما أعرب عن أمله في تحقيق وقف إطلاق النار بشكل شامل في كل ربوع اليمن وعودة الأطراف إلى العملية السياسية في أسرع وقت ممكن لكي يستئنف السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
واستطرد السفير الصيني في حديثه قائلًا: أيضا دول الخليج العربية والدول العربية بأجمعها استجابت للمبادرة السعودية بشكل إيجابي، ونثق بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات والمؤسسات العربية ستلعب دورًا أكبر وتتيح منصات لحل القضية اليمنية.
واختتم السفير الصيني بالتأكد أن السعودية قوة مؤثرة وتؤدي دورًا مهما في الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين باعتبارها أكبر جار لليمن، وترتبط ارتباطًا وثيقًا به ، وتحرص الصين والسعودية على التنسيق والتواصل، ودعمتا بشكل مشترك جهود وساطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، والمضي قدمًا نحو الحل ومسار التنمية المستقرة.