متابعات

الإقامة الفنية في العلا برنامج لتحفيز العقول المبدعة

البلاد- ياسر بن يوسف

تحتضن العلا آثارًا بُنيتْ على مدى آلاف السنين وتدل على الحضارات العديدة ومع العد التنازلي لمهرجان شتاء طنطورة أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العُلا أمس عن إطلاق أول برنامج إقامة فنية في محافظة العُلا، حيث تمتاز العلا ببيئة طبيعية ثقافية فريدة من نوعها، كما تعتبر مركزًا ثقافيًا وطريقا للتجارة والبخور عبر التاريخ.
وصرحت نورا الدبل، مدير عام إدارة الفن والإبداع في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا:”هذه الإقامة الفنية هي علامة فارقة في المسار الثقافي في العُلا، حيث نهدف لتقديم تجارب ثقافية فريدة للزوار تساهم في تشكيل منطقة فنون نابضة بالحياة ومساحة للفنانين والمبدعين في العُلا، كما يمثل البرنامج تجمعًا للفنون والإلهام وحافزا للإبداع، عبر جذب الفنانين والعقول المبدعة من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في تشكيل رافد لإرثنا الثقافي “.

وقد تم اختيار نخبة من الفنانين من بين قائمة تتضمن أكثر من 50 فناناً وفنانة، ليشاركوا في النسخة الأولى من برنامج الإقامة الفنية التي تستمر حتى 14 يناير القادم وهم كل من راشد الشعشعي وهو فنان سعودي ومدرس فنون، حيث تهتم أعماله بالهدف من حياة البشر وأنماط تواصل المجتمع، كما تعبر أعماله عن هذه الأفكار عبر الأدوات المتداولة يوميا.
سارة فافريو وهي فنانة فرنسية متعددة المهارات، تقدم منحوتات وأعمال تركيبية مختلفة، وترتكز أعمالها على الوجود والطبيعة. تالين هزبر، وهي مهندسة معمارية وفنانة تشكيلية تقيم في الشارقة، وتهدف أعمالها ومنهجياتها إلى عرض العلاقة التكاملية بين الطبيعة والتاريخ لورا سيليس وهي فنانة فرنسية تقدم أعمالاً متعددة الوسائط، حيث تقدم في عملها منهجا جديدا لتفسير العلاقة بين المنحوتات والأشخاص وكذلك الصور والأصوات. سفيان سي مرابط وهو فنان فرنسي يقدم أعمالاً بأشكال متعددة و يركز في عمله على ذكريات البشر والتأثيرات على الهوية عبر السفر والهجرة. الفنان السعودي مهند شونو وهو فنان متعدد التخصصات تبحث أعماله في أعماق التجربة الإنسانية.

ويسعى برنامج الإقامة التجريبي الذي يمتد على مدى 11 أسبوعًا لتعزيز الحوار والتعاون بين الفنانين وغيرهم من المهتمين بالفنون في المحافظة، وكذلك الخبراء التقنيين العاملين في المجال، ومن خلال هذا التكامل بين أعمال فرق تقنية متنوعة التخصصات، من الجيولوجيا إلى علم الآثار والنبات والهندسة المعمارية، ستترسخ العُلا وجهة تزدان بإبداعات الفنانين.
وسيكون موضوع هذه التجربة الجديدة هو “إعادة إحياء الواحة”، حيث تركز أبحاث الفنانين وأعمالهم على واحة العُلا، وهي واحدة من أبرز المواقع الطبيعية في العُلا، ويتم حاليًا تنفيذ برنامج متكامل يضفي عليها لمسة فنية.

ويشجع البرنامج المقيمين المدعوين على التفكير في دور الفنان في مثل هذه البرامج التنموية الواسعة والطريقة التي يمكنهم بها تحقيق تكامل بين رؤاهم الفنية ورؤى الخبراء في التخصصات الأخرى من خلال آفاقهم الإبداعية. وبالإضافة إلى تقديم دعم لتطوير مشاريع البحث والإنتاج الخاصة بالفنانين التي سيتم تنفيذها في العُلا، يتم تنظيم برنامج مفتوح للجمهور أسبوعيًا بالتعاون مع الفنانين والخبراء وأهالي وسكان العلا، يتضمن استديوهات مفتوحة ووِرشا ولقاءات بين الجماهير والفنانين حول عملهم الجاري في مراحل مختلفة من الإقامة.
وتقام الدورة الأولى للبرنامج في إحدى بيوت الضيافة في قلب واحة العُلا. وسيتم لاحقًا تنظيم برامج الإقامة في “مدرسة الديرة”، وهي مركز للفنون والتصميم بالعُلا. وقد بدأ الفنانون المقيمون في بناء تواصل لافت مع فناني المحافظة من خلال البرامج التي أقيمت في مدرسة الديرة، بالتزامن مع التعمق في أبحاث على المواد المحلية للعُلا والممارسات الحِرفية والثقافية الموجودة بالعلا، وستكون مدرسة الديرة إحدى الركائز الرئيسية لمشروع الفنون المستقبلي في العُلا. ويتجلى هذا المشروع في مجموعة فعالة من البرامج ومبادرات التعليم والإنتاج التي ستشكل وجهة فنية نشطة وحيوية لفائدة سكان المنطقة والطلاب والفنانين والزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *