جدة- ياسر بن يوسف
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا اليوم عن توقيع أربع اتفاقيات مع مؤسسات فرنسية، اختصت اثنتان منها في المجال الثقافي، واتفاقيتان في مجال البنية التحتية، وذلك لدعم استراتيجية الهيئة لتصبح العلا وجهة عالمية رائدة للتراث الثقافي والطبيعي في العلا، وبما يعزز من جودة الحياة للسكان والزوار.
وتزامن التوقيع على هذه الاتفاقيات مع الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدة يوم السبت الموافق 4 ديسمبر 2021، ولقائه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
وتأتي هذه الاتفاقيات امتدادا للعلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، والتعاون الكبير في عدة مجالات بمحافظة العلا، حيث تم توقيع اتفاقية حكومية دولية، في 10 أبريل 2018، ارتكزت على التطوير الحضري والثقافي والسياحي والتنمية المستدامة.
وساهمت هذه الاتفاقية بمشاركة فرنسية فاعلة ضمن استراتيجية الهيئة للشراكات العالمية المتميزة، لاسيما في مجالات علم الآثار والبنية التحتية والضيافة، فضلاً عن تطوير البنية التحتية للمدينة الذكية، جدير بالذكر أن المهندس المعماري جان نوفيل يعمل على مشروع بناء منتجع فريد سيتم نحته في صخور الحجر الرملي بمحمية شرعان في العلا، مستلهماً مبادئه المعمارية من أساليب النحت الحجري التقليدية التي اشتهر بها المعماريون القدماء من حضارة الأنباط في المنطقة.
كما ستسهم هذه الشراكات في توفير فرص التدريب ونقل المعرفة لإكساب أبناء وبنات المملكة قدرات ومهارات جديدة، حيث تم ابتعاث 120 طالباً وطالبة ضمن المرحلتين السابقتين من برنامج العلا للابتعاث بالإضافة لابتعاث 24 طالبا وطالبة، تخرجوا كطهاة من معهد فيراندي العالمي والحاصلة على نجمة ميشلان.
وقال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: “منذ توقيع سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الإدارة الاتفاقية الأولى في العام 2018 مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعززت علاقة العلا بفرنسا في عدة مجالات، ومن خلال عملنا المشترك، أوجدنا نموذجاً جديداً للتواصل الثقافي يقوم على مشاركة المعرفة والخبرة والموارد بين الشركات تحقيقاً لأعلى قيمة مضافة. ويفتح ذلك فرصاً جديدة للشباب للمساهمة في تحقيق تنمية مستدامة للعلا كوجهة تراثية وثقافية عالمية”.
وتستهدف اتفاقية “فيلا الحجر” تشييد مؤسسة ثقافية سعودية فرنسية وفق نموذج “الفيلا الفرنسية”، تعزيزا لمكانة العلا كملتقى ثقافي، ويعد نموذج فيلا الحجر نموذجا فريدا في العالم، حيث يوجد منه حالياً 11 نسخة على مستوى العالم، منها سبعة في فرنسا وأربعة خارجها من المكسيك إلى روما. وتم تصميم كل نموذج منها بما يتناسب مع البيئة الطبيعية والثقافية للمنطقة.
ستكون فيلا الحجر ملتقى للفنانين والكتاب والرسامين والأدباء، وستضم فيلا الحجر فندقاً مشيداً على طراز الشقق بمساحة تقارب 15,100 متر مربع، ومركزاً ثقافياً وبرنامجاً لإقامة الفنانين، وسيوفر مشروع فيلا الحجر فرصاً استثمارية للقطاع الخاص، كما يضم الكلية الدولية للسياحة والضيافة ومدرسة فيراندي لفنون الطهي.
وتمتد اتفاقية الشراكة بين الهيئة ومعهد “فيراندي” لعشرة سنوات، استمرارا للتعاون المميز الذي انطلق في العام 2020/2021، وبدعم من الوكالة الفرنسية لتطوير العلا، كما تستهدف كلية العلا الدولية للسياحة والضيافة استقطاب 540 طالباً وطالبة، ضمن استراتيجية تأهيل الكوادر البشرية لتعزيز تنافسيتهم لشغل ما يقارب 14,900 وظيفة في قطاع السياحة والضيافة بحلول العام 2035.
من جانب آخر ترتكز اتفاقية “داسو سيستم” على تطوير نموذج رقمي يسهم في تحليل دقيق لعمليات المحافظة، للإسهام بتحويل العمليات القائمة على المستندات إلى بيئة العرض المرئي بالأبعاد الثلاثية، مما سيسهم في تمكين التميز المؤسسي عبر التصور التفصيلي للمحافظة، بشكل يعزز مستهدفات دعم التنمية والاستثمار، ويسهم في تطوير العلا كمدينة ذكية بشكل يراعي طبيعيتها الثقافية.
كما تشمل عمليات التطوير، تصاريح استخدام الأراضي والتخطيط الرئيسي والمخططات التفصيلية للمحافظة، والإجراءات البلدية، ويستهدف التعاون تطوير النماذج التنبؤية والتواصل المتكامل لإحتياجات المحافظة بشكل مسبق، كما ستقوم داسو بافتتاح مكتب لها في العلا، مما سيسهم بتعزيز فرص التدريب والفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن في العلا.
فيما تستهدف الشراكة مع (آر ايه تي بي ديف العربية السعودية المحدودة) تطوير نظام نقل عام عالمي المستوى في العلا، حيث تسهم الشركة في تصميم عمليات التنقل في وسائل النقل العام، وتقديم التقييمات والتوصيات لتلبية احتياجات العلا، بالإضافة لتقديم التوصيات والحلول بشأن دورة حياة التطوير الكاملة لعمليات التنقل في العلا، بدءاً من التصميم وحتى التنفيذ والصيانةو تعتبر آر ايه تي بي من أفضل الشركات في هذا المجال عالميا.
وتتضمن الشراكة توفير أحدث ابتكارات التنقل وأفضل الممارسات في عمليات وحلول التنقل، بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة والمركبات الكهربائية والهجينة، وستتولى الشركة أيضاً مهمات قياس وإيجاد الحلول لاحتياجات السكان والزوار، كما ستعمل على تطوير نظام صديق للبيئة لأعمال الشركات في قطاع النقل لتنفيذ وتطوير حلول التنقل في العلا.
تأتي هذه الاتفاقيات ضمن جهود تحقيق رؤية العلا، عبر تعزيز العلا كوجهة ثقافية وطبيعية، وتماشيا مع رؤية المملكة 2030 بتنويع الروافد الاقتصادية، عبر تطوير قطاعات الثقافة والفنون والآثار، وتعزيز مكانة العلا كوجهة لتطوير لتطوير الكفاءات البشرية في مجالات الضيافة والخدمات وفنون الطهي.