طرابلس – البلاد
أعادت محكمة الاستئناف بالعاصمة طرابلس، أمس (الأربعاء)، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إلى السباق الرئاسي فعليّا، بعدما رفضت الطعون المقدمّة ضدّه من قبل منافسيه، بينما لا يزال مصير سيف الإسلام القذافي معلقا، إذ ينتظر وأنصاره في جنوب البلاد القرار الحاسم الذي سيحدد مصير ترشحه، وفي وقت قضت المحكمة الابتدائية في مدينة الزاوية، باستبعاد قائد الجيش خليفة حفتر من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر.
وعلى امتداد 3 أيام، منع مسلحون، محكمة سبها جنوب ليبيا، من عقد جلستها، للنظر في طعن قدمه سيف الإسلام القذافي، ضد قرار منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية، غير أن مديرية أمن سبها، أكدّت أمس، انسحاب قوات القيادة العامة من محيط المحكمة، ليعم الهدوء الحذر، مشيرة إلى أن الآليات العسكرية لا تزال منتشرة وتبعد عن مقر المحكمة قرابة 500 متر، في حين أن الوضع داخل المحكمة غير واضح.
وألمح وزير الداخلية خالد مازن، إلى إمكانية تأجيل الانتخابات، إذا ما تواصل هذا الوضع، حيث أكدّ أن اتساع الخروقات الأمنية في الأيام الأخيرة، أصبح يعرقل عملية تأمينها ويهدد سلامة واستمرار العملية الانتخابية في البلاد.
وقال مازن، إن اتساع الخروقات الأمنية في الأيام الأخيرة أصبح يهدد سير العملية الانتخابية بالبلاد، مبينا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة العدل حليمة عبد الرحمن، أن الوزارتين تلقتا العديد من الشكاوى ومن عدة أطراف بشأن الخروقات الأمنية، مشيراً إلى أن هذا الوضع بات مقلقاً ويمس بنزاهة الانتخابات وسلامة إجراءاتها ويعرقل عملية تأمينها. وأضاف أن حادثة الاعتداء على مجمع محاكم سبها، الذي يجري التحقيق في ملابساته، واعتذار اللجنة القضائية المشكلة بهذه المحكمة للنظر في الطعون الانتخابية بسبب الانفلات الأمني، هددت الخطة الأمنية التي وضعت لتأمين الانتخابات، مشددا على أن الوضع لم يعد مقبولاً وسيؤثر على سير العملية الانتخابية بشكل طبيعي.
وكشف مازن أن استمرار عرقلة الخطة الأمنية واتساع رقعة الانتهاكات والاعتداءات سيؤدي إلى الإضرار بجهود الخطة الأمنية، ما ينعكس مباشرة على سير العملية الانتخابية والالتزام بإجرائها في موعدها المحدد.
ومع تصاعد التوتر والمخاوف في آن على مصير الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 من الشهر الحالي، في ليبيا، حذرت الولايات المتحدة من تحركات بعض المسلحين.
وقال السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن بلاده تشارك الليبيين والمجتمع الدولي مخاوفهم، داعية إلى وجوب عدم السماح للأطراف المسلحة والعنف بتهديد الانتخابات المقررة أواخر الشهر الحالي. ونقلت السفارة الأمريكية، أمس، عبر “تويتر” عن نورلاند دعوته جميع الأطراف إلى تهدئة التوتر واحترام العملية الانتخابية القانونية والإدارية التي تقودها ليبيا حاليا، فيما يعلق المجتمع الدولي أهمية كبرى لهذا الاستحقاق، الذي يأمل أن يدخل ليبيا بعد سنوات طويلة من الصراع، في خانة استقرار مقبولة، بعد فتح صفحة جديد من الحكم الديمقراطي.