يثير المتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميكرون” فزعا في العالم بحسب تصريح منظمة الصحة العالمية التي رفعت قبل يومين درجة الخطر من “مقلق” إلى “مرتفع للغاية”، مرجحة انتشاره سريعاً على مستوى العالم، نتيجة تعرضه لمجموعة غير عادية من الطفرات المختلفة مما يجعله أشد خطورة عما سبقه من متحورات لنفس الجائحة.
ومنذ ظهور (كوفيد 19) يفاجئنا فيروس كورونا من وقت لآخر بمتحورات جديدة تحمل خصائص وجينات متنوعة تهاجم مناعة الجسم ، مما تطلب استنفارا عالميا وأبحاثا علمية لإيجاد اللقاحات التي تحد من قدرة الفيروس أو تمنعه من السيطرة على أجساد البشر ، لكن مع كل تحور أو ظهور سلالة جديدة ، يبدو التحدي قائما أمام العالم ، والأخير منه يحتوي على 32 طفرة في بروتين سبايك والذي تم استخدامه في معظم اللقاحات ، وبالتالي يتكيف معها الفيروس ، ليظل العالم في جهوده للتصدي للمتحورات الجديدة لتوفير الحماية اللازمة للبشرية.
لذا يجب علينا جميعاً الاستعداد لهذا المتحور الجديد باتخاذ كافة التدابير الاحترازية سواء كانت الصحية أو الاجتماعية ، وهو ما تتابعه الجهات المعنية في المملكة بكل دقة ، إن كان على الصعيد الصحي أو الاجراءات الوقائية بالنسبة لحركة السفر خاصة من الدول التي ظهرت بها حالات المتحور وما قد يطرأ على الخارطة الصحية عالميا.
المعروف في خاصية الفيروسات ، سرعة انتشارها حتى في الانفلونزا العادية ، لكن بعض الفيروسات الوبائية مثل كورونا ، وبحسب العلماء وخبراء الصحة ، لها قدرة عالية على التغيرات الجينية التي تؤثر على خصائص الفيروس من حيث سرعة انتشاره بدرجة كبيرة وشدة أعراضه، مما يشكل خطرا مستجدا يستنفر معه العالم قدراته مجددا للتعرف على مدى تأثير المتحور، وما إذا كان الفيروس سيكتفي بهذا القدر من التغيرات أم يستمر، الأمر الذي يستوجب معه الوعي الصحي التام ، لنتجاوز هذا التحدي ونتوج استمرار النجاحات الكبيرة لوطننا العزيز في تجاوز تلك الأزمة العالمية بأبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
jeje15680@gmail.com