إن التقرير الصادر مؤخراً عن Saudi Health and Beauty قد قدر مبيعات مستحضرات التجميل في السوق السعودية بما يقارب 60 مليار ريال سعودي سنوياً، وهناك أنباء عن زيادتها بنسبة 11 % سنوياً، حيث استوردت المملكة في أحد الأعوام منتجات تجميل تقدر بـ 2,3 مليار ريال.
وأهم الدول التي يتم استيراد مستحضرات التجميل منها هي فرنسا والإمارات وألمانيا والولايات المتحدة وإيرلندا وبريطانيا وإيطاليا والهند وغيرها، وتنقسم صناعة مستحضرات التجميل إلى خمسة أقسام رئيسية هي مستحضرات العناية بالبشرة التي تأتي في صدارة المبيعات ثم الماكياج والعناية بالشعر ثم العطور وباقي المنتجات الأخرى.
إن المملكة تعد أكبر سوق لمستحضرات التجميل في الشرق الأوسط وتذهب مليارات الريالات إلى استيراد هذه المستحضرات، فلماذا لا يتم توطين هذه الصناعة في المملكة لتستفيد المملكة من كل تلك المبالغ الطائلة التي يتم دفعها لاستيراد تلك المستحضرات لا سيما وأن المملكة تمتلك جل الإمكانيات التي تؤهلها للدخول في هذه الصناعة، أما حان الوقت لقيام صناعة تجميل وطنية في المملكة توفر عليها مبالغ الاستيراد من الخارج ليستفيد منها الاقتصاد، بل تجعل المملكة قادرة على تصدير تلك المستحضرات لرفد الناتج الإجمالي وتنويع مصادر الاقتصاد وفقاً لما تهدف إليه رؤية 2030.
ووصولاً إلى قيام صناعة مستحضرات تجميل وطنية وفق معايير اقتصادية وعلمية تتبناها وتشرف عليها الدولة فهنالك عدة اقتراحات منها قيام مسابقات لمن لديهم موهبة وخبرة في تصنيع المنتجات التجميلية بحيث يتم اختيار أفضل تلك المواهب والخبرات مع أهمية التنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء في اعتماد تلك المنتجات، كذلك أهمية دعم وتمكين الشباب والشابات الذين لديهم المعرفة والخبرة والرغبة في هذه الصناعة، وتأسيس كليات لصناعة التجميل لمخرجات مدركة للأسس المهمة لهذه الصناعة أو معاهد لصناعة مستحضرات التجميل والكريمات والمناكير ويمكن أن نلحق بالجامعات التي تدرس في كلياتها الكيمياء عدداً من الراغبين في قيام هذه الصناعة، كأن يتولى جزء منهم صناعة الأدوية والجزء الآخر يخصص للراغبين في صناعة مستحضرات التجميل، وفي هذا الشأن يمكن أن تكون صناعة مستحضرات التجميل تابعة لكليات العلوم في الجامعات أو تكون لها كليات منفصلة بحيث يتم الشروع في عمل المختبرات والمعينات لهذه الصناعة كما يمكن الاستفادة من تجارب خبراء في هذا المجال من خارج المملكة لتدريس الطلاب والطالبات أساسيات هذه الصناعة، أو ابتعاثهم إلى خارج المملكة لدراسة هذا المجال ليعودوا بخبرات مطلوبة وقادرة على رفد صناعة مستحضرات التجميل.
وأخلص إلى أهمية قيام صناعة وطنية لمستحضرات التجميل في المملكة وفق أسس اقتصادية تسد حاجة المملكة في هذا الجانب، بل يمكن أن تدر عليها مدخلات طائلة متى تم تصدير هذه المنتجات للخارج أسوة بالدول المصدرة لها.
J_alnahari@
باحثة وكاتبة سعودية