مهنة المحاماة إحدى أركان المنظومة القضائية الهادفة بتكامل أدوارها إلى إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة، فمهنة المحاماة قائمة في الأساس على مساندة الآخرين ومعاونتهم في اقتضاء حقوقهم، ورسالة ترتكز على علوم القانون والتشريعات العدلية، وخبرتها في الممارسة العملية، وبطبيعة الحال بوصلة المحامي في ذلك تكمن في الضمير المهني، باعتبارهم ضمن منظومة حماة الحقوق، لذا عليهم أداء أعمالهم بكل أمانة وإخلاص وتفان.
هذه باختصار ركائز المهنة، إلا أننا نجد محامين قد سطع نجمهم على الساحة بعد أن كانوا مغمورين ولا يعرفهم سوى بعض المتقاضين البسطاء، مستغلين مهنة المحاماة العظيمة في تحقيق الشهرة رغم التجربة المتواضعة.
هذا النوع من المحامين نجدهم يلفتون الأنظار وخطف الأضواء، من خلال آراء قد تثير الجدل، لتتصدر أسماؤهم المواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي دون أي اعتبار لأصول المهنة وقيمها ويظنون أنهم من خلال ذلك يجذبون أعدادا أكثر للترافع عنهم في القضايا الحقوقية بالمتاجرة بالآخرين بلا أي معيار مهني من علم وخبرة وأمانة في تأدية عملهم.
وزارة العدل كعهدنا بها وعهدها برسالتها العظيمة ، لم تترك الأمر مفتوحا على مصراعيه لأية أهواء في المنظومة العدلية ، وتحرص كل الحرص وبالتشريعات والإجراءات المعززة للنزاهة وجوهر العدالة وغايتها النبيلة، وقد وضعت العديد من الضوابط والتعليمات التي تنظم ظهور المحامين إعلامياً منعاً لاستغلالها في الشهرة والكسب الدعائي في غير موضعه، وألزمت العاملين بالمحاماة بمجموعة من القرارات والأنظمة والقواعد عند المشاركة في أية وسيلة اعلامية، حفاظا على شرف المهنة وثقة الناس، وهو ما نتمنى ترسيخه في أوساط المحامين وبينهم نماذج مضيئة كثيرة نقدر لهم خبراتهم ودورهم وحرصهم على قيم المهنة.
jeje15680@gmail.com