أعود اليوم إلى قضية ذوي الإعاقة وأكتب معاتباً قطاع التنمية الاجتماعية في وزارة الموارد البشرية الذي فرّق بين حالات الإعاقة في حق الحصول على بطاقة التسهيلات المرورية..
فهذه الوزارة تعتقد حتى اليوم أن حالات الإعاقة العقلية لا تستحق البطاقة التي تمكّن من الوقوف في مواقف السيارات المخصصة لذوي الإعاقة في المستشفيات وغيرها من الأماكن وفي مقدمتها مواقف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية..
هذه الوزارة مازالت تقصِر الحصول على بطاقة مواقف المعوقين على الإعاقة الحركية فقط.. في حين يرى مختصون أن الإعاقة العقلية أشد وطأة وأكثر ألماً على ذي الإعاقة العقلية نفسه وعلى ذويه.. ولضرب مثل عندما يأخذ أب ابنه أو بنته المعوقين عقلياً إلى أي مستشفى فإنه لا يسمح له بإيقاف سيارته في المواقف المخصصة لذوي الإعاقة بسبب أن الوزارة لم تقرر (بعدُ) منحه بطاقة موقف سيارة.. وتخيّل مدى المعاناة التي تحلُّ بوالده أو من يرافقه وهو يبحث عن موقف ثم يحاول جاهداً السيطرة على المعوق طوال الطريق بين وقوف سيارته وبوابة المستشفى..
يا أيها المسؤول الكريم في الوزارة: مرضى التوحّد والفصام ومتلازمة داون كيف تسيطر عليه أمه أو مرافقه إذا اضطر لايقاف سيارته بعيداً عن مدخل المستشفى؟، إنها معاناة لا يشعر بها إلا من كابدها ومن يضرب حساباً عند كل مراجعة لمريضه في المستشفى.. أيها الكرام: أليست الإعاقة العقلية أشد وطأة من الحركية؟ فكيف يا وزارة الموارد البشرية يُحرم من عنده ابن أو بنت مرضى بـالتوحد أو الفصام أو متلازمة داون، من بطاقة مواقف ذوي الإعاقة؟!! إنها تفرقة زادت من ألم أهل المعوق وضاعفت تعبهم فهم في معاناة لا يدركها إلا من يكابدها، ولا يعرف مداها إلا من يعيشها كل يوم.. فبالله عليكم ارفعوا عنهم التعب، وحققوا لهم هذا المطلب.. فإنه يكفيهم ما هم فيه من همّ يومي مع مريضهم.
ogaily_wass@