جدة – البلاد
تتسع الهوة يوماً بعد آخر بين جناحي الصراع في تنظيم الإخوان الإرهابي، وتقر القيادات بالانشقاقات بسبب المناصب والمصالح المتضاربة، بينما تعمل دول العالم على اجتثات سرطان الإخوان الذي تغلغل في أراضيها، وبدأ بتنفيذ مخططاته الخبيثة سواء أن كان في شمال إفريقيا أو وسطها ودولا عربية وأخرى أوروبية، ضربت بيد من حديد لإفشال إرهاب التنظيم الإجرامي، وردع قادته، المتناحرين من أجل المناصب والأملاك، إذ يدور الصراع بين جبهتي لندن بقيادة إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وتتفاقم الأزمة وصولا للانشقاقات الرسمية، وسيطرة كل جبهة على ما تحت أيديها من شركات واستثمارات مالية ومنصات إعلامية.
وأقر المفوض السابق للعلاقات الدولية للجماعة والمسؤول عن استثمارات الجماعة في غالبية بقاع العالم يوسف ندا، بخطورة الصراع، منحازا لجبهة منير، عندما قال: “القيادات التاريخية للجماعة والمتواجدة في السجون المصرية حسموا الأمر منذ سنوات، وأكدوا أنه في حالة اعتقال محمود عزت القائم بعمل المرشد، يتم اعتماد إبراهيم منير مكانه”، مبينا أنه كان مسؤولا عن الإخوان في بريطانيا، ومن بعدها في أوروبا، ثم مسؤولا عن الإخوان خارج مصر، ثم أصبح مسؤولا عنهم في الداخل والخارج وفق توصيات قادة الجماعة، ما يزيد تأجيج الصراع بين الأجنحة المتنازعة على السلطة. وتفاقمت الصراعات داخل الإخوان وتعمقت وأسفرت عن وجود جناحين وجبهتين فعليا، ولكل جبهة منصات إعلامية وموقع إلكتروني، بل ومجلس شورى عام، حيث كون منير وقيادات التنظيم الدولي بلندن مجلس شورى جديدا للجماعة، ليحل محل مجلس الشورى العام الذي يستند إليه محمود حسين وقادة جبهة إسطنبول في رفض قرارات منير وتجميدها، منهم قيادات للجماعة في كندا. وأطلق منير على التشكيل الجديد اسم مجلس شورى الخارج، ردا على تشكيل مجلس حسين المسمى بمجلس شورى الداخل، وبناء على ذلك قرر منير، يدعمه في ذلك محمود الإبياري ومحمد البحيري القياديان في التنظيم الدولي، تجميد وتهميش عدد من قيادات الإخوان الموالين لحسين وجبهة إسطنبول بلغ عددهم حتى الآن نحو 62 قيادة.
وفي سياق التضييق على جماعة الإخوان في أوروبا، تعمل النمسا على تحجيم تحركات الجماعة، إذ حذر تقرير أصدره المركزُ النمساوي لتوثيقِ التطرف السياسي ذي الدوافع الدينية، من خطر تنامي تواجد جماعة الإخوان الإرهابية داخل القارة الأوروبية، تحت عنوان “الهيكل العام للإخوان المسلمين في أوروبا”. ونوه التقرير بضرورة فهم كيفية عمل الجماعة الإرهابية داخل أوروبا، مشددا على أن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لصناع السياسات والمجتمع المدني الأوروبي، منوها إلى أهمية القضاء على هذا التنظيم في أوروبا. ولفت إلى أن سلوك جماعة الإخوان الإرهابية يعد مؤامرة مدروسة جيدًا للتسلل إلى القارة.
وفي تونس قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، عبير موسي، أمس، إن الإخوان نهبوا خزينة البلاد، مبينة خلال وقفة احتجاجية، أن “الساحة السياسية تحولت إلى جحيم خلال العقد الماضي”، مشددة على أنه “يجب البدء في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية”. وأضافت “الإخوان نهبوا خزينة تونس. يريدون سيادة الفوضى في البلاد”.