قمت بزيارات ميدانية لأكثر من مدرسة .. بغرض التعرف على وسائل ووسائط الإيضاح والتعليم وألعاب التسلية .. التي تقدم للأطفال والطلاب .. في حصص التعلم والدراسة بكل جوانبها التعليمية والفكرية والحسية والنظرية والمهارات العملية .. وفي مبادئ الهندسة والعلوم والفنون والرسم والتصوير والأشغال .. الخ.
وقد وجدت اللوحيات والكمبيوترات والسبورة الذكية .. وهذه الوسائل تعتبر بسيطة بمقاييس الزمن الحالي .. صحيح أن لها ارتباطاً بالتكنولوجيا والإبحار في شبكة الإنترنت .. إلا ان المهارات المطلوبة في المستقبل لا تقتصر على هذين العنصرين .. كوسائط ووسائل للتعليم وخصوصا الأطفال.
أحلم بأن أشاهد روبوتات .. روبو .. تعلم الأطفال الرسم والأبجدية والرياضيات واللغات والمحادثة ومبادئ ورسم الأشكال الهندسية .. والتعامل مع الألوان والسوائل المختبرية وخلطها .. وكل ذلك عن طريق دروس أساسية لبرمجة الروبو واعطائه الأوامر الصوتية أو بالضغط على الأزارير لتنفيذ الأوامر والطلبات.
لا أقصد هنا أن يأخذ الروبو دور المعلم في إلقاء الدروس شفويا .. بل المقصود هو التفاعل التطبيقي والحواري ومعالجة الأوامر والتطبيقات عبر مهارات يتقنها الأطفال.
هناك روبوتات مصممة خصيصا لتعليم الأطفال من سن 8 – 3 سنوات تعمل بالفرشاة والأقلام الإلكترونية والألوان والأضواء والأزرار وإعادة فك وتركيب أجزاء منها وأيضا إمكانية برمجتها ..
هذا النوع من الروبوتات .. يقوم بمخاطبة الطفل رقميا ويساعده على تتبع خطواته لتنفيذ الأوامر .. ويطور تعليماته وفق تقدم الطفل .. في إتقان مرحلة من مراحل تنفيذ الأوامر والتعلم ..
وهناك روبوتات تعليمية أخرى تختص بأعمار مختلفة للأطفال والشباب والكبار .. قادرة على تنفيذ أفكار ورؤية التلاميذ وفق أعمارهم .. في الرسم والتصوير والتصميم والنحت وبناء المجسمات والأشكال ..
أسواق صناعة الوسائط التعليمية لا تقف عند حدود الروبوتات .. بل هناك أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد وكمرات التصوير وبرمجة الرقائق الإلكترونية .. وأجهزة إعداد الطعام والطبخ الإلكتروني الخ ..
هذا ويجب أن لا ننسي أن هناك وسائط للتعليم وفق مناهج .. STEM .. والتي أعتمدت من قبل وزارة التعليم في المملكة والعديد من الدول العربية .. وهي عبار عن مركبات خشبية ومعدنية وبلاستيكية وصلصالية ومواد أخرى .. وذلك لصناعة معدات هندسية مساعدة ..كالسلالم المتنقلة والعربات للأوزان الثقيلة وصناعة الموتورات للدفع والرفع والحركة .. وأيضا الألعاب التي تشحن وتعمل بالذكاء والعقل والتفكير والإشارات الحركية وطرح الأسئلة الإستفهامية .. وإجراء المحاولات للوصول إلي الأشكال والمعدات المراد إنتاجها.
توظيف التعليم الروبوتي .. يتيح للطفل أن يدرس ويتعلم ويتقن مهارات متعددة .. كالإبداع والابتكار وحل المشكلات والعمل الجماعي والتواصل التفاعلي والتعاون والتكامل العملي مع أقرانه للوصول إلى تحقيق الأهداف.
ويجب ألا يقتصر التعليم الروبوتي على الأطفال والشباب في مرحلة الدراسة فقط .. بل يجب أن يتأقلم ويتكيف الطفل من بداية حياته مع هذه الأجهزة عبر الالعاب والهدايا والمكافآت التحفيزية ألتي تقدم للأطفال والشباب.