اجتماعية مقالات الكتاب

نبضة منتصف العمر

تمر الحياة الزوجية بعدة مراحل مختلفة، ولكل منها طبيعتها ومتعتها وإيجابياتها، وأيضا مسؤولياتها وتحدياتها وأعبائها في الحياة والحفاظ على هذا الرباط الوثيق. فالرحلة الزوجية ومشوارها، يبدأ عادة بين الشريكين في العشرينات، ويسعيان إلى تكوين أسرة والتطلع أكثر إلى المستقبل، ثم تبدأ مرحلة الثلاثينيات وهي مرحلة رعاية طفولة الأبناء ثم الأربعينات والتي يصبح فيها الأبناء في سن المراهقة، وحينها يشعر الآباء بقرب دخولهم إلى مرحلة متقدمة من السن، والبعض منهم يدخلون في حالة من المراهقة المتأخرة سواء بالنسبة للرجل أو المرأة.

هنا وفي هذه المرحلة تبدأ ما يسمى “أزمة منتصف العمر” التي قد يصاحبها تناقضات نفسية تستلزم التعرف على طبيعتها وكيفية الاستعداد لها، باعتبارها فترة تحول في حياة الانسان ، سواء الرجل أو المرأة ، حيث يشعر البعض برغبة دفينة في العودة إلى عمر الشباب مرة أخرى وهو بهذا ينكر داخل ذاته تجاوزه لمنتصف العمر ، لذلك قد يشعر بشيء من متاعب نفسية وصحية في تلك الفترة، كمرحلة انتقالية يقيّم من خلالها الانسان إنجازاته في الحياة في ما مضى من سنوات العمر، وعليه أن يتخذ بعض القرارات بشأن حياته القادمة، ومن ذلك إقدام بعض الأزواج إلى تعدد الزواج أو حتى الانفصال، الأمر الذي يؤثر على الحياة الزوجية والندم على بعض قراراته الحياتية بعد تجاوزه تلك المرحلة وأعني أزمة منتصف العمر.

وحتى تمر تلك المرحلة بأمان دون أية سلبيات أو خسائر حياتية واجتماعية، يجب أن نعرف أن تلك المرحلة العمرية ليست خللا أو أمرا سيئا، بل هو نمو طبيعي في البشر، وعلينا، كما سبق وذكرت، الاستعداد الجيد حتى تؤثر إيجابيا على حياتنا ويتم ذلك من خلال تهيئة النفس جيداً من خلال قراءة العديد من الكتب ومشاهدة البرامج حول ذلك الموضوع، وأن يكون الشخص، رجلا أو امرأة، واعيا بمتطلبات ومسؤوليات تلك المرحلة، بأن يتعامل مع نفسه بحكمة.

أخيرا، يجب على كلا الزوجين مواجهة تلك المرحلة والتحلي بالصبر والتحمل وبذل المودة والمعروف في القول والفعل لينعما بحياة زوجية وأسرية سعيدة. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ إبليسَ يضعُ عرْشَه على الماء ثم يَبْعَث سَراياه فأدْناهم منه منزِلةً أعظمُهم فتنةً يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا فيقول: ما صنعتَ شيئًا قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأتِه قال: فيُدْنِيه منه ويقول: نعم أنت.. قال الأعمش: أراه قال فيَلْتَزِمُه.

jeje15680@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *