جدة – عبدالهادي المالكي
تصوير – خالد مرضاح
تعد المتاحف التراثية تاريخاً لحقبة من الزمن ولجهة او لناس معيين او منطقة او مدينة محددة الا ان هناك متاحف خاصة يقوم بها بعض المواطنين تحتضن في طياتها بعض القطع القديمة والتي لها ذكريات ومنهم من يهتم بالتراث من حيث البناء والبعض الزراعة وبعظهم تحف المنازل ومقتنياتها وتختلف المتاحف حسب مناطق المملكة وطبيعتها.
الا ان خالد حميد الدين قدم رؤية ثقافية غير مسبوقة، فيها الإبداع، والفكرة الأخاذة، وفيها العطاء والمصداقية، وثق مسيرة الخطوط وتحولاتها من خلال متحف نوعي وغير مسبوق يختص بكل ما صدر عن الخطوط السعودية من هدايا وتذكارات وشعارات ومجسمات وتذاكر ودعايات ومطبوعات ونماذج للطائرات، وملصقات وصور تعريفية، وملابس وأزياء وميداليات وأقلام وساعات وسجادات وطوابع مناسبات للخطوط كل هذا الخليط الثقافي يؤرخ لمسيرة الخطوط السعودية عبر متحف متواضع اقتطعه من سكنه الخاص ليعرض فيه جزءا من ذلك التاريخ والأكثر منه حبيس الصناديق.
يقول خالد حميد الدين التحقت بالخطوط السعودية قبل 45 عاما وكان الخطوط توزع هدايا على الموظفين تحمل شعارات السعودية وكنت اعمل في ذلك الوقت في الإدارة المالية واعتبر من المؤسسين فيها حيث بدأت من الصفر وكنت اول من صمم الشيكات للخطوط السعودية ثم انتقلت الى المحطات ثم بدأت اتنقل بين الدول من خلال رحلات الطيران عاشرت خلاها مسيرتي الوظيفية ستة مدراء تناوبوا على الخطوط السعودية ابتداء من خالد سندي وحتى صالح الجاسر وعاصرت خلال عملي. وأضاف حميد الدين: قمت بجمع ما يقارب 4500 قطعة اثرية ونادرة خلال مسيرتي الوظيفية التي تزيد عن 37 عاما.
وعن فكرة انشاء المتحف قال: لم يخطر ببالي إنشاء هذا المتحف لانني كنت أقوم بجمع مقتنيات الخطوط من دافع حبي وشغفي بها، الى ان اتاني احد الزملاء زائراً وعندما رأى الفوضى في مدخل البيت وفي كل مكان بسبب تكدس الكراتين التي تحتوي على القطع اقترح علي ان أقوم بعمل متحف وقمت باطلاق المتحف ثم بدأت بعدها تزداد عدد القطع بعد ان تعرف الناس ان لدي متحفا يختص بمقتنيات الخطوط السعودية ومازلت اقوم بجمع مقتنياتها حتى الآن حتى بعد تقاعدي من الخطوط ومغادرتي للوظيفة، أما عن طرق جمعي للمقتنيات فكان منها أن الخطوط كانت تقوم بتوزيع الهدايا على الركاب على متن رحلاتها، كما كان يهدى بعضها إلي من قبل بعض زملائي، وكان أغلى ما اقتنيته في هذا المتحف كان المرسوم الملكي الذي أصدره المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز في عام 1945 م ويتضمن الأمر بتأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية ، وهو عبارة عن كتاب ويعتبر هو النسخة الثانية كما يوجد لدي بعض الهدايا التي يعود عمرها الزمني لأكثر من خمسين سنة ، كما انني امتلك اول ثلاثة اعداد من مجلة الخطوط السعودية ، وأتذكر أن أول قطعة اقتنيتها كانت عبارة عن فنجان قهوة كانت تقدم في علبة كهدية لكبار الشخصيات يعود عمرها لأكثر من خمسين سنة ، أما آخر قطعة حصلت عليها فكانت عبارة عن نموذج لمجسم طائرة الإيرباص 300 التي أهديت إلي من أحد المتدربين الطلاب عندما كان يدرس في الخارج حيث قام بشحنها وإحضارها إلي هدية للمتحف.