البلاد – مها العواودة
تمثل المحلقيات الثقافية نقطة ضوء في الخارج للتواصل مع الآخرين، ونقل الصورة الحقيقية عن المملكة وثقافتها وتراثها عبر الأنشطة المختلفة التي تنظمها المحلقية وأندية الطلاب السعوديين والمراكز التعليمية، إذ يتعدى دور الملحقيات الثقافية الجانب الأكاديمي والتعليمي لتكون مصدر إشعاع ثقافي عن الإنسان السعودي ومايحمله من إرث إنساني وحضاري وقيمي كبير جدا وهي رسالة يجب أن تحملها الملحقيات الثقافية. وقال وكيل وزارة الإعلام سابقا دكتور شهاب جمجوم لـ”البلاد”، إن الملحقيات الثقافية السعودية في مختلف الدول يتلخص الدور المنوط بها إنجازه في التنسيق بين جهات الابتعاث في المملكة وبين الجامعات والمعاهد التي يدرس فيها الطلاب المبتعثون في الخارج، وتنفيذ سياسة الابتعاث الرسمية التي تنتهجها المملكة، ومتابعة أمور المبتعثين من قبل الجهات الحكومية المختلفة، كما تعتبر همزة وصل تربط بين الطلاب المبتعثين وبين مرجعياتهم الإدارية المختلفة بالمملكة، حيث تنوب عن المرجع الحكومي في رعاية الطلاب، فيما يخص الأمور المالية والإدارية المختلفة خلال فترة ابتعاثهم حتى إتمام دراستهم، كما تتولى الملحقيات الثقافية الإشراف على أندية الطلبة السعوديين والمراكز التعليمية ومؤخرا في السنوات الماضية. وأضاف “في بعض الدول كان هناك فعاليات قامت بها بعض الملحقيات في اليوم الوطني السعودي”. ولفت جمجوم إلى أن الدور الأساسي للملحقيات هو الطلاب ورعايتهم، مبينا أن هناك جهودا فردية في الملحقيات للتصدي للهجمات الإعلامية على المملكة وتحسين الصورة المغلوطة عن الإنسان السعودي وإظهار الوجه الحقيقي للمملكة وما تحمله من إرث إنساني وحضاري وقيمي كبير جدا.
ويرى جمجوم أن الملحقيات الثقافية يمكنها لعب دور فعال ضمن استراتيجية المملكة لمواجهة الهجمات التشويهية، بعد تأهيل الشباب وتدريبهم ضمن خطة متكاملة مدروسة تؤهلهم للقيام بدور بارز في تحسين صورة المملكة في البلدان المختلفة. وتابع “لكن لا نستطيع أن نحمل الملحقيات هذا الدور الذي يحتاج لأساليب جديدة ومتغيرة ضمن إطار شامل من خلال الأنشطة والفعاليات المدروسة للتعريف بثقافة المملكة وهويتها الحقيقة التي تنبع من هويتها العربية ونهجها الإسلامي الذي يميزيها ولا يتعارض مع التطور الذي تشهده المملكة والذي تسعى إليه باستمرار، ولكوني كنت مسئولا في الإعلام الخارجي فأنا أعلم أهمية استمرارية الدور الإعلامي ضمن الخطط المتغيرة لمواكبة الأحداث المتعاقبة أولا بأول”.
من جانبه، أكد الملحق الثقافي السعودي في إيطاليا البروفيسور عبدالعزيز الغريب لـ”البلاد”، أهمية الملحقيات الثقافية التي أسهمت من خلال البرامج والأنشطة في تعديل الصورة المغلوطة عن الإنسان السعودي والعالم العربي، مؤكدا أن هناك عملا دؤوبا وكبيرا تقوم به 36 ملحقية ثقافية في الخارج، وهي أشبه بالمراكز الثقافية حيث التركيز على الجانب الثقافي إلى جانب الأكاديمي والعلمي، موضحاً أن المملكة أخذت على عاتقها نشر الثقافة العربية في معظم دول العالم التي تتواجد فيها ملحقياتها، حيث بلغ عمر الملحقيات في الخارج أكثر من 80 عاما، أنجزت من خلالها الكثير من البرامج والأنشطة الثقافية التي عملت على مد جسور الثقافة والتعاون في مجالات مختلفة خاصة ذات الارتباط بالعلم والتعليم والإبداع وصور الفنون المختلفة. وأضاف الغريب أن “أمهات الكتب والتقارير تحدثت عن كثير من البرامج التي أسهمت وبفاعلية في تعديل الكثير من الصور النمطية عن واقع الثقافة العربية وعن الإنسان العربي ابن المملكة العربية السعودية خاصة ما يحمله من قيم وعادات وتقاليد أسهمت في بناء فكره وثقافته خاصة وأن هناك صورا مغلوطة عن الإنسان السعودي وعالمنا العربي”، مؤكدا أن القوى الناعمة أسهمت في تعديل هذه الصورة من خلال البرامج والأنشطة الثقافية التي قامت بها الملحقيات الثقافية السعودية. وأشار إلى أن الملحقيات الثقافية تواجه بعض الأجندة الخاصة في بعض الدول والتي تحاول التعدي على الثقافة العربية، وكان تجاوزها من خلال إقامة معارض الكتاب والندوات وتوقيع الاتفاقيات مع المؤسسات الأكاديمية وفتح الخيمة الثقافية والمراكز البحثية وتكوين قاعدة من الأصدقاء المحبين للثقافة العربية للتصدي لمثل هذه المحاولات عبر الرسائل الثقافية، معتبرا أن دور الملحقيات الثقافية تعدى الجانب الأكاديمي والتعليمي لتكون مصدر إشعاع ثقافي عن الإنسان السعودي وما يحمله من إرث إنساني وحضاري وقيمي كبير جدا وهي رسالة يجب أن تحملها الملحقيات الثقافية.