كم هي جميلة تلك الأجواء المميزة والطاقة الإيجابية المسيطرة على الشارع الرياضي السعودي بعد نتائج منتخبنا الأخضر في التصفيات المؤهلة للمونديال القطري 2022 وتصدره لمجموعته بعد مضى النصف الأول منها بلا هزيمة.
وبعيدا عن حمى المنافسة ومزاجية التوقعات واحترام الخصوم وتقلبات المجموعات، وجميع ما يمكن حدوثه في النصف الثاني المهم، الذي سيحسم وبقوة مسألة التأهل لجميع المنتخبات، أري أن منتخبنا ظهر بشكل مختلف في هذه التصفيات، ليس فقط على المستوى الفني الذي أبدع فيه الفرنسي هيرفي رينارد من خلال تكوين الشخصية الفريدة وأسلوب اللعب المميز الذي يعتمد من خلاله على العمل الجماعي من ناحية والإبداع والابتكار في العمل الفردي من ناحية أخرى مستثمراً جودة اللاعبين والتطور الفني الكبير الذي ظهر عليه نجومنا جميعهم بلا استثناء، وإنما كان للدافعية دور هام فيما وصل له أخضرنا، ولعل التحفيز الذي يزرعه رينارد قبل كل مواجهة للتركيبة التي يسعى إلى خوض اللقاء بها كان له الأثر الكبير في الأداء والجهد الذي يبذله اللاعبون حتى مع اختلاف الأسماء؛ سواء في الحضور أو الغياب حتى أصبحنا لا نقلق مع غياب أي لاعب لثقتنا في المجموعة بشكل عام وأفكار الداهية رينارد في عملية المهام والتوظيف. والجميل أيضاً حالة التحدي التي يفرضها دوما بينه وبين لاعبيه لمعرفته التامة بكل إمكاناتهم وقدرتهم، ولعل ما حدث قبل لقاء أستراليا الأخير عند سؤاله في المؤتمر الصحفي عن اللاعبين المشاركين، قال: سترونهم قبل اللقاء، فهذه رسالة ضمنية أنه يثق ويعتمد على الجميع دون استثناء.
وبنظرة سريعة على المسيرة في التصفيات أعتقد أن منتخبنا بهذه الشخصية وبتوفيق الله، عز وجل، قادر ومن خلال انطلاق الدور الثاني من التصفيات بمواجهة فيتنام غداً في هانوي على حسم أمور التأهل مبكراً فنقاط جولة الغد، بإذن الله، ونقاط مواجهة عمان المقبلة ستبعدنا عن الحسابات المعقدة وتجعلنا نسير بهدوء بعيداً عن الضغوطات التي تفرزها مثل هذه التصفيات وتؤثر نفسياً على باقي المتنافسين الذين حتماً سيفكرون بالبطاقة الثانية فقط، وببطاقة الملحق. فثقتنا كبيرة في منتخبنا الأخضر ونجومه في عملية الحسم وانتزاع البطاقة الأولى وقبل نهاية التصفيات؛ عطفاً على الموقف والقدرة على التجاوز فنحن
– وبلا فخر- أسياد آسياً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.