جدة ـ نجود النهدي
تتميز لوحات الفنانة التشكيلية سلوي حجر بأنها مزيج من المدارس الفنية المختلفة فضلا عن براعتها في تكنيك رسم الوجوه (البورتريه) فضلا عن اهتمامها بابراز التراث في لوحاتها إلى جانب مشاركتها في العديد من المعارض الجماعية داخل المملكة وخارجها .. تقول حجر إن الفن له دور كبير في توثيق الحضارات والاحداث والاماكن والازمنة.. الفنان هو كتلة من المشاعر والاحاسيس، هو توأم الشاعر تجذبه اللحظات أو تدفعه المشاعر يسحره الجمال ويأسره الكمال.
وفي سؤال عن المدرسة الفنية التي تنتهجها قالت: انا والحمدلله خضت تجارب عديدة منذ الصغر وانا في السادسة من العمر الى الان وركضت تقريباً في عدة مسارات رسم منها الواقعية (بورتريه – السكب – التجريدية – التأثيرية – ادخال الحرف – ولكن اميل حالياً للمدرسة الواقعية اللاند سكيب ) الطبيعة.
وعن اي الالوان المحببة لها قالت:
الالوان عنصر مهم من عناصر الفن بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص .. وتعد اهم العناصر الداخلية في تكوينه البنائي لاسيما الجمالي اذ بدونها لا يمكن ان نميز بين أي من العناصر الفنية.
فأختار أنا الالوان على حسب نوعية اللوحة فعند رسم البحر لابد ان اختار لونا معينا وعند الازهار الوان متعددة منها الاحمر – الاصفر – البنفسجي وهكذا والاخضر للاشجار … فصعب أن انحاز الى لون معين افضله عن الآخر، كل الالوان اوظفها عند رسمي للوحة.
فالإبحار في عالم الالوان مغامرة ممتعة وهي من اكثر الاشياء حضورا في حياتنا.
وفيما اذا كان هناك فرق بين إبداع الرجل والمرأة قالت: غالباً الإبداع النسوي يتناول تجربة المرأة المنتجة له سواء التجربة المتفوقة أو الصعوبات التي تواجهها أو طبيعة حياتها بشكل عام والمواضيع المتعلقة بها ومن ضمنها هويتها كامرأة في مجتمعها بما تحمله هذه الهوية من تعقيدات قد لا تواجه الرجل في ذات المجتمع، وعند مقارنة الانتاج التشكيلي بين المرأة والرجل عند رواد الفن السعودي مثلا ، كتجربة الفنانة صفيه بن زقر وتجربة فنانين مثل محمد سليم والفنان عبدالحليم رضوي يرحمهم الله وغيرهم من الرواد نجد ان المواضيع التي عبرت عنها الفنانة تناولت حياة المرأة السعودية في بيئتها الخاصة المنفصلة عن بيئة الرجل. كمجالس النساء واعراسهن وغيرها،
اما الفنان السعودي غالباً ما تناول مواضيع أكثر عمومية عن البيئة والتراث .. فكل ابدع بمجاله.
وعن عدد المعارض التي شاركت بها فالت: الحمد لله انا لي في الساحة الفنية من عام ١٤٢٠ شاركت بمعارض كثيرة جداً فوق المئة معرض داخل المملكة.
وايضاً مثلها خارجة من ضمن مشاركاتي خارج المملكة دول عدة منها سلطنة عمان – الكويت البحرين – دبي – الاردن – سوريا – فلسطين – لبنان المغرب – مصر – المانيا – ايطاليا – لندن – فرنسا – اوكرانيا – روسيا.
وحول امكانية الفنان التواصل مع قضايا المجتمع بالرسم قالت: الفن هو رسالة لها اثر عميق على النفس فهي وسيلة للتعبير عن الافكار والمشاعر والاحاسيس .. ولرفع مستوى الذوق العام ونشر الوعي الجمالي ويعتبر غذاءً روحيا وعقليا، فاللوحة سفيرة الفنان عن مجتمعه عن وطنه عن دينه وثقافته فهي محملة ببطاقات عديدة.
الفن له دور كبير في توثيق الحضارات الاحداث الاماكن والازمنة الفنان هو كتلة من المشاعر والاحاسيس هو توأم الشاعر تجذبه اللحظات أو تدفعه المشاعر يسحره الجمال ويأسره الكمال.
ولي في رسم الاماكن بصمة مميزة أفتخر بها ولله الحمد، مثلاً رسمت الكثير من الاماكن في جدة التاريخية – ميسان – نيوم – بساتين في المدينة المنورة – القطيف وغيرها.
وعن تواصلها مع التراث قالت:
التراث منبع يصل الماضي بالحاضر عبر المبدعين الذين يستندون إليه فيمدهم بخلاصة وزبدة تجارب مبدعين أمثالهم عبروا ثم رحلوا وتركوا إرثهم الإبداعي ثروة قابلة للنمو والتزكية بالتمحيص والإضافة والتجديد ، لذا فالتراث فارض لنفسه في عدة زوايا منها الحفاظ على الهوية والبناء على أساس متين ،مع التفاعل معه تفاعل الأجداد والآباء مع الأبناء.فالتراث منبع للأخذ والإلهام ، وأساس للحاضر والمستقبل ، ووسيلة تأصيل لإبداعاتنا مهما تجددت ، حقل قابل للتجديد واستنبات المختلف المواكب للعصر.
إن الإحساس بالتراث هو جزء من الشعور بالوطنية حيث انه مطلوب من الفنان ابراز هذا الكم من التراث الذي يحاكي أي بلد تربى فيه. جسدت هذا التراث في عدة لوحات لأخبر العالم بجمال تراثنا.