لم أكن أؤمن بمبدأ الفريق الواحد في بعض الأحيان اذا لم تتوافر كل المقومات لتحقيق الهدف المراد، وكانت النتائج السابقة في مجمل الأعمال تميل نحو السلبية غالباً ولكن أحياناً أخرى تتوافق مع الايجابية المرجوة.
ذات يوم وبعد تجارب عديدة في شتى الاعمال اليومية قررت الإيمان بمبدأ الفريق الواحد بعد أن أيقنت أن الارادة والتحدي يخلقان المستحيل لطالما كانت النية صادقة والروح مجتمعة على قلب واحد في أية منظومة عمل تعمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.
حيث لفتت انتباهي كلمة “TEAM” أي ” تيم” بحسب اللهجة المحلية أي فريق وفسرت حروفها ” تيم ” إلى ثلاث كلمات فقط ، حرف التاء وتعني التحدي وحرف الياء ويعني يصنع وحرف الميم ويعني مستحيل ، ومن يومها وضعت الهدف أمامي بأن ” التحدي يصنع المستحيل ” واتخذت هذا الشعار كمبدأ عمل في حياتي الفردية والجماعية لتغيير نمط التعايش من السلبية نحو الإيجابية وبقوة لمستها في خطواتي العملية ونجاحاتي الشخصية..
وأصبح هذا الشعار ” العمل الجماعي بروح الفريق الواحد ” ديدن أعمالي اليومية بدءاً من عملي الوظيفي إلى أموري الدنيوية ، وحتى لو قسنا ذلك في الدين فإن صلاة الجماعة تؤجر عليها أكثر من صلاتك بمفردك ، إيمانا بأن الشخص الناجح في اعتقادي هو من يشرك ويشارك في صنع القرار بهدف النجاح له ولفريقه وبحكم التجربة في عملي لمست ذلك الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل معاً بروح الفريق الواحد ولله الحمد والمنة.
طبعا لابد من التطرق للمعوقات التي واجهتني عندما اتخذت هذا المنهج طريقاً لحياتي بشكل عام خصوصا من المحبطين حولي ولكن بفضل الله قررت في البداية أن أنهض من جديد بمفردي وتحمل الصعاب وعندما حصدت نجاحي الأول في عملي تعمدت أن أنسبه لتجاوب الفريق معي رغم القصور من الغالبية، مما حقق هذا النجاح حتى بدأت شيئًا فشيئًا في دمج الجميع في منظومة العمل الواحدة لدرجة أن البعض كان ينسب جل نجاح أي عمل لشخصي المتواضع مما دعاني إلى الاجتماع معهم وتذكيرهم بالكلمة التي كنت أرددها لهم أن التحدي يصنع المستحيل، وأنني كنت أتعمد ذكرهم وإشراكهم في كل نجاح حتى وإن لم يقوموا بالمطلوب، ولكن لترسيخ مبدأ العمل الجماعي، والتأكيد على تعزيز موهبة التحدي عند كل شخص وصقلها حتى بات التحدي شعارًا للجميع من أجل خدمة البلاد والعباد.
في نهاية الحديث لابد وأن نؤكد على أن شخصية الإنسان السعودي شخصية تعشق التحدي وتتميز بالإبداع اذا أتيحت لها الفرصة المواتية لاثبات نفسها وهذا ما دفعني لكتابة هذه التجربة لتعم الفائدة على الجميع ، وليعلم كل انسان لا يؤمن بالعمل الجماعي أن التجارب والمشاريع تؤكد على ضرورة العمل الجماعي بروح الفريق الواحد في شتى مناحي الحياة لتحقيق الهدف المنشود ولخلق بيئة جاذبة للعمل تعود بالخير والمسرات على بلادنا العزيزة وتحقق توجهات القيادة الرشيدة.
BINTURKI88@