تتواصل تأييدات الدول الخليجية والعربية، للإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ضد السقطة اللبنانية الكبرى التي عمّقها جورج قرداحي وزير الإعلام الجديد لحكومة لبنان، بإعلانه الانحياز للمليشيات الحوثية الإرهابية في اليمن، ضد التحالف العربي، تداعى القرادحة الصغار من أنصار حزب الشيطان، لتأييد ممثلهم داخل حكومة نجيب ميقاتي.
والشيء المؤسف حقاً، إن مسؤولي حكومة لبنان قد تنكروا بل ونسفوا كل مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة للشعب اللبناني على امتداد تاريخه، وما بذلته من مواقف إنسانية وإصلاحية يشهد بها البعيد قبل القريب، يعجز القلم عن حصرها. في طليعتها (اتفاق الطائف) وما بذلته المملكة من تقريب وجهات نظر الإخوة اللبنانيين وجمعهم على كلمة سواء وسلام دائم. لكن سياسة حسن نصر الله المأجورة، ظلت وراء التدخل السافر في شؤون الشعب اللبناني، وزرع التفرقة والقطيعة بينه وبين إخوته الأشقاء في الدول العربية والخليجية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية. ناكرة لما قدمته لشعبه وأهله.
لقد ظن جورج قرداحي – خاب ظنه – بتصريحه المخيب للآمال، أنه سيرقى من خلاله إلى أوج المعالي يعتلي من خلاله منبراً أعلى من المنابر التي اعتلاها خلال عمله بالقنوات التي عمل بها وفي طليعتها قناة (mbc) وغيرها من القنوات الأخرى التي جمع من خلالها الأموال الطائلة، وبات في عداد المتخومين فيها محلياً ودولياً.
والفضل في ذلك يعود للمملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً، وبدلاً من أن يرد الجميل لمن أسدى إليه الفضل والإحسان نراه يرد على ذلك بالتنكر والجحود والكبرياء، لإرضاء (القرادحة وحزب الشيطان) والحوثيين، ويحظى بسمعة وزارية عالية، ولم يعلم أنه أودى بنفسه في هوة سحيقة من غضب وكراهية الشعوب العربية والإسلامية المحبة للإخاء والسلام وفيه وعلى مثله ينطبق قول الشاعر القديم:
أعلمه الرماية كل يومٍ
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
خاتمة:
لقد هدفت المملكة العربية السعودية، أعزها الله وأدام عليها أمنها وأمانها واستقرارها وحماها من كل سوء ومكروه ورد كيد أعدائها في نحورهم، ووفقها لأن تكون دائماً رائدة التضامن الإسلامي لشعوب الأرض، وخصها على سائر الأمم بخدمة الحرمين الشريفين وتسهيل أمور القاصدين إليها من ضيوف الرحمن لأداء شعائر الحج والعمرة والزيارة من كل صوب وحدب.
نعم.. هدفت المملكة من خلال الإجراءات التي اتخذتها تجاه لبنان سابقاً ولاحقاً، وقف جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة لحماية أمن المملكة وشعبها، مبينة إنه سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف، أملاً في تعاون وتجاوب الحكومة اللبنانية لذلك؟ ولكنها فيما يبدو مسيّرة وليست مخيّرة لسيطرة وتحكم حزب الشيطان في مسارها حكومة وشعباً وسيأتي بإذن الله اليوم الذي يقضى على حزب الشيطان وأعوانه ويعود الأمن والسلام إلى شعب لبنان العزيز وأهله، وتزول قريباً غيوم الفرقة والقطيعة بينه وبين أشقائه العرب كسابق أيامها. وأملي بإذن الله والكل يدرك مدى عمق الروابط الأخوية التي تربط بين شعب لبنان وشعب المملكة المبنية على التعاون والتآخي وفي كل المواقف والشدائد والمحن على امتداد تاريخ الشعبين الشقيقين.
وعلى الرغم من تصريح جورج قرداحي الخارج عن الذوق والمهنية، والإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان فإنها تؤكد في الوقت نفسه حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءاً من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين بالمملكة، مبينة أنها لا تعتبر ما يصدر عن السلطات اللبنانية (إعلاماً وتصريحات لا مسؤولة) معبراً عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة بالمملكة والعزيزة على الشعب السعودي.