البلاد ـ أحمد الأحمدي ــ مها العواوده
يعتبر معرض عمارة الحرمين أحد أهم المواقع البارزة بمكة المكرمة، وهو فريد من نوعه ، لاحتوائه مقتنيات للحرمين الشريفين على مر التاريخ وبعض العناصر المعمارية والنقوش الكتابية، ويمثل نقلة نوعية وحضارية وثقافية فريدة على مستوى العالم الإسلامي , كما أنه منبر تاريخي ثقافي يخدم المجتمع الإسلامي ويوسع آفاقه ومداركه المعرفية تاريخياً وثقافياً ولينقل للمجتمعات العالمية بشكل عام تاريخ وحاضر الحضارة الإسلامية العريقة. ويعنى المعرض , بشكل خاص بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور , حيث يتكون من سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
فيما يتضمن العديد من مقتنيات الكعبة المشرفة، ومنها نماذج للكسوة قديماً ولستارة الكعبة، ويضم عددا كبيرا من الصور النادرة للحرمين الشريفين، بالإضافة إلى المخطوطات التي تحتوي على نسخ مصورة من المصحف العثماني، الذي كتب في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه كما يحتوي على عمود من أعمدة الكعبة المشرفة الخشبية يعود تاريخه لعام 65هـ، وميزاب الكعبة المشرفة الذي يعود تاريخه لعام 1021هـ، وسلم الكعبة المشرفة الخشبي الذي يعود تاريخه لعام 1240هـ ، وباب الكعبة المشرفة الذي يعود تاريخه لعام 1363هـ، والكثير من المقتنيات التي توصف وتحكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
قطع أثرية
وتوجد في المعرض قطع أثرية تخص المسجد النبوي، من أبرزها منبر يعود تاريخه لعام 998هـ/1589م ويحتوي أيضا على أجزاء من فوهة بئر زمزم بطوقها وغطائها ومجسم طولي للبئر يوضح تفاصيل بئر زمزم ويحتوي على مقتنيات تاريخية بلغت 200 قطعة شملت القطع الأثرية والصور التي توضح التوسعات الكبيرة والمتتالية التي شهدها الحرمان الشريفان عبر العصور المختلفة، وعلى وجه التحديد التوسعات غير المسبوقة التي تمت خلال العصر السعودي.
فيما يقدم عدداً من الخدمات الجديدة لزواره مثل توزيع المصاحف، وماء زمزم للزوار، وتجهيز حافلة لنقل الزوار من أطراف ساحات المسجد الحرام إلى المعرض والعودة مرة أخرى، وهي خدمة مجانية، وقد تم تفعيل لوحة إلكترونية كبيرة على مدخل المعرض تحوي عبارات ترحيبية توضح أوقات ومواعيد الزيارة وطرق التواصل والاستفسارات، كما تم تفعيل تصريح الزيارات وتنظيمها مما كان له الأثر في مضاعفة أعداد الزوار، والعمل بالتصريح الإلكتروني للزيارات.
ويحرص معرض عمارة الحرمين الشريفين على تقديم تجربة رائعة لزواره من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال خطط متطورة تتمثل في استقبالهم وتسهيل حركتهم داخل القاعات ليتعرفوا أكثر على مقتنيات المعرض عبر مداخل خصصت للعربات المتحركة , بالإضافة إلى تقديم الكراسي المتحركة لهم. كما يعمل فيه كوادر مؤهلة لتقديم الخدمات المعرفية والإرشادية لجميع الزوار والتعريف بجوانب ومقتنيات المعرض.
ثقافة توثيقية
الشيخ محمد السبر الداعية الاسلامي أكد أن معرض عمارة الحرمين الشريفين ذو قيمة تاريخية وثقافية وتوثيقية، ومفخرة من مفاخر المملكة العربية السعودية وذلك لما يحتويه من إرث إسلامي وعربي عريق؛ بما يضمه من مقتنيات ومعروضات نادرة ومتعلقات للكعبة المشرفة ومخطوطات أثرية، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين.
كما أوضح أن المعرض يعد منبرا تاريخيا ثقافيا ينقل للمجتمعات الإسلامية بشكل عام وللنشء خاصة تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية وقيمها الراسخة، مع دلالة الارتباط العلمي والبحثي من خلال مجموعة من المخطوطات والمصاحف الشريفة والتحف النادرة. كما يبرز جوانب الرعاية والخدمة والاهتمام من الدولة السعودية للحرمين الشريفين من خلال التوسعات الكبيرة وغير المسبوقة التي شهدها الحرمان الشريفان وفنون العمارة السعودية.
منوها أن عرض المقتنيات لعموم المسلمين يهدف لتوثيق وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في عمارة الحرمين الشريفين، لتكون مصدرا ثقافيا ملهما للأجيال المسلمة، وتعريفها بتاريخها الإسلامي، وعمقها الديني. كما اكد على أهمية ذلك للنشء والشباب والعقل البشري ليوسع آفاقه ومداركه المعرفية تاريخياً وثقافياً، وكذلك لينقل للعالم ماضي وحاضر هذه الحضارة الإسلامية العريقة التي خدمت الدنيا والإنسان بتسامحها وقيمها الوسطية. داعيا مسؤولي المعرض إلى زيادة وتعزيز الجانب الاعلامي من خلال تقنيات ووسائط الإعلام الجديد ووسائل التواصل ولغة الإشارة والعرض الافتراضي( عن بعد ).
من جانبه اوضح المستشار الإعلامي جيلاني بن شايق الشمراني “لدينا كأمة إسلامية تاريخ عريق وإرث حضاري يجب على أبنائها معرفته وتذكره، ومعرض عمارة الحرمين والذي يحوي مقتنيات للحرمين الشريفين على مر التاريخ وبعض العناصر المعمارية والنقوش الكتابية، بما تمثله من حضارة وثقافة فريدة على مستوى العالم الإسلامي, هذا المعرض والمنبر التاريخي الثقافي يخدم المجتمع الإسلامي، ويوسع آفاق الشباب ومداركهم المعرفية تاريخياً وثقافيا”. كما أوضح أنه ينقل المجتمعات العالمية بشكل عام لتاريخ وحاضر الحضارة الإسلامية العريقة، وبشكل خاص بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور , بالمقتنيات المختلفة التي فيه من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
مؤكدا أن كل هذا يجعل الشباب الإسلامي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخه المشرف، لكي تترسخ هويته الإسلامية في داخله مهما غرّب وشرق في العالم من خلال البعثات الدراسية أو السفر لأي سبب كان؛ فلا ينخدع ولا يشوّه في عينه هذا الإرث التاريخي العريق والمشرف والذي يدل على عمق وجمال وتطور الحضارة الإسلامية في جميع المجالات.
وأضاف “يجب علينا كإعلاميين أن نسلط الضوء على مثل هذه المعارض ونبرزها من خلال وسائلنا الإعلامية ونشرها للعالم أجمع ليعرف العالم ما تحويه الحضارة الإسلامية من فن وجمال سواء على مستوى الهندسة المعمارية أو على مستوى المخطوطات وغيرها”.
يذكر انه صدرت توجيهات الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس بعودة المعرض في استقبال زواره من المعتمرين وغيرهم من الجهات والافراد بعد توقف دام اكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا ويقوم مدير المعرض بندر الشهري باستقبال الزوار وتعريفهم بكافة اجنحة المعرض وموجوداتها من مقتنيات الحرمين الشريفين منذ العصور القديمة وتوسعاتها حتى العهد السعودي الزاهر.