جدة – البلاد
أغرق “حزب الله” لبنان في الأزمات، وأدخلها في أنفاق مظلمة، وأوصلها مرحلة حرجة في مواجهة دول الخليج بقيادة المملكة، مستخدماً أبواقه ووزراءه لإطلاق التصريحات المسيئة ضد السعودية وعدد من الدول، ما يجعل البلاد رهينة في يده بعد عزلها من محيطها العربي، في وقت الحاجة للقرب من أشقائها العرب، والبعد من محاور الشر الخارجية التي تريد تدميرها والسيطرة عليها.
ومن حيث يدري أوقع وزير الإعلام اللبناني بلاده في مصيدة العداء مع المملكة والدول الخليجية التي اتخذت موقفاً حاسماً تجاه قرداحي لردعه والتأكيد على أن المساس بالسعودية خط أحمر، والانجرار وراء حزب الله الإرهابي لن يأتي بالخير على لبنان إنما يقودها إلى أزمات خارجية ستضر بمصالحها السياسية والاقتصادية وتعزلها عن العالم بأكمله وليس الخليج وحده، فالحزب الإجرامي المتحكم في مصير بيروت ينفذ أجندة بالوكالة، وتأتي تصريحات وزرائه معبرة عن جهات خارجية تسعى للفتنة والفرقة والشتات بين العرب، فضلاً عن إضعاف لبنان، وجعله حديقة خليفة لهم، وهذا ما يرفضه الشعب ويقف أمام القوة الظالمة لإفلات البلاد من المخالب الإرهابية، وعودته إلى البيت العربي.
وترفض المجتمعات العربية التصريحات التي أطلقها الوزير اللبناني جورج قرداحي، بينما تؤيد كامل الإجراءات المتخذة من قبل المملكة، الدول الخليجية بقطع العلاقات الدبلوماسية بينها بيروت لعزل حزب الله تماماً دون تأثير ذلك على الشعب، معتبرين أن الإجراءات تأديبية للحزب الإجرامي ووزرائه في الحكومة اللبنانية التي قف عاجزة عن اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أحد وزرائها، فيما يؤكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن هيمنة حزب الله تجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى، مُشيرًا إلى أن سيطرة الحزب على النظام السياسي في لبنان يقلهم، مبينا أن الأزمة ليست مع لبنان بل بسبب هيمنة حزب الله، غير أنهم لا يتدخلون في ذلك ولا يملون شيئًا على بيروت.
وفي سياق الرفض لتصريحات قرداحي وتأييد ما ذهبت إليه المملكة، أكد الإعلامي السوري، مصطفى الآغا، أن “السعودية بيت العرب ودرعهم”، وذلك تزامنا مع أزمة وزير الإعلام اللبناني، التي أدت إلى سحب السعودية والإمارات والبحرين والكويت سفراءها من بيروت وقامت بعض تلك الدول بطرد سفراء لبنان لديها. وقال في تغريدة له على “تويتر”: “حوالي ثلاثين سنة من العمل في محطة بملكية سعودية ولكن بعيون عربية لم تفرق بين أية جنسية، رؤية تعكس توجهات قادة هذا البلد على مر السنين، رؤية تقوم على دعم ومساندة كل ماهو عربي سياسياً واقتصادياً ومعنوياً ومادياً”. وأضاف: “المملكة بيت العرب و درعهم ولها منا كل الشكر والامتنان والتقدير”.
وشنت الفنانة اللبنانية أليسا هجوماً كبيراً على قرداحي، معتبرة أن تصريحاته لا تمثل الشعب وتقود لبنان إلى أحضان غير عربية، وهو ما لايرغب فيه اللبنانيون، وقالت موجهة حديثها لقراداحي: “مسؤولة بلد كاملة برقبتك من وراء تصريحاتك التي لا تمثل سياسة لبنان ولا خطه ولا انتماوه”، وطالبته إن كان يحب الحوثيين بترك لبنان هو وحكومته ومحوره والذهاب للارتماء في أحضانهم ولكن بعيداّ عن تمثيل الشعب اللبناني، معتبرة أن حزب الله وحلفاؤه نصبوا أنفسهم مسؤولين على اللبنانين ودمروا البلاد تنفيذا لأجندة من وكلوهم بفعل ذلك في لبنان والمنطقة، مشيرة إلى أنهم يعملون بدون ضمير ولا تهتم مصلحة لبنان ولا شعبه.
ويرى الإعلامي في قناة Saudi24 عبدالجليل السعيد، أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة وعدد من دول الخليج موقفة وإيجابية لردع سياسات حزب الله وأعوانه وإيقافهم عند حدهم، رفضاً لتدخلهم في شؤون غيرهم. وقال في تغريدة على “تويتر”: منذ العام 1990 قدمت السعودية للبنان حوالي 70 مليار دولار، فماذا قدمت لكم محاوركم يا قرداحي ؟”.
ردود الفعل الخليجية المؤيدة للقرارات التي أصدرتها المملكة وبعض الدول الخليجية تجاه تصريحات جورج قرداحي، تؤكد أن الجميع يريد إيقاف الممارسات العبثية من قبل مليشيا حزب الله التي تسعى لتخريب المنطقة وإبعاد بيروت عن محيطها العربي، مشيرين إلى أن الشعب اللبناني يكن للسعودية كل احترام وتقدير لدعمها الكبير له خلال الأزمات الماضية، ولا تزال المملكة تقف إلى جانبه وستظل كذلك تحمي مصلحه من الأخطار المحدقة به بفعل إجرام حزب الله.