لأول مرة في التاريخ تولد الأجيال الجديدة وتستطيع أن تفكر وتتصرف وتتعامل بطريقتها بعيدا عن سيطرة الوالدين .. أو مجتمع كبار السن .. أو سطوة المجتمع . هذا الجيل له رموزه وقدواته وشخصيته المستقلة والمتفردة.
ولأول مرة يعرف هذا الجيل قوته .. ويدرك ما يريد ويفهم دوره في هذا العالم .. ويعلم بيقين .. أن هناك فروقات شاسعة في التفكير بين الأجيال السابقة وجيلهم الذي ينتمون إليه .. لذلك يبحث بنفسه عن الأساليب والطرق التي تمكنه وتحقق له أهدافه ومتعته وطريقة عيشه .. فاختار طريقا مغايرا ومخالفا للتعامل مع أهدافه واحتياجاته .. غير التي تسلكها الأجيال السابقة من طرق.
ولأول مرة تغلغلت التكنولوجيا في حياة هذا الجيل وأسبغت عليه صفة (عدم الصبر) .. فهو لا يطيق صبرا في الحصول على المعلومات .. ومعرفة النتائج.
الجيل الجديد .. يستطيع أن يحصل علي ما يريد بضغطة زر على هاتفه الذكي .. ابتداءً من التواصل مع أصدقائه وأحبابه .. أو القراءة والبحث أو التبضع واللعب والتسلية.
التكنولوجيا أتاحت للجيل الجديد .. أن يبحث دائما عن الموجات الجديدة مختلفة التوجهات .. بعكس الأجيال السابقة التي كان رضاها أسير التكرار والقناعة بالممارسات المتكررة من الآباء والأمهات وكبار السن .. والجيل الجديد دائما ما يغامر ويستكشف ويسعي للتغيير والبحث المستمر عن المختلف والجديد.
الجيل الجديد .. يتميز بالقدرات والمهارات والصفات التالية:
** الانفتاح الفكري والعقلي على الثقافات والإختلافات العرقية .. وذلك يعود إلى مشاركاتهم مع شبكة واسعة من العلاقات الإنسانية عبر الإنترنت .. وتعرضهم لثقافات الشعوب وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم المختلفة والتي تساعدهم على الإبداع والإبتكار.
** الجيل الجديد من المبدعين يكتسبون مهارات التعاون والتكامل مع الغير .. من اليوم الأول في حياتهم .. وهذا التعاون مشاع لكل الأوقات والأزمان والأماكن.
** التلقائية والإندفاع والفضول نحو الإستكشاف وأخذ الأمور بمصداقية دون جدل أو مناقشة .. وذلك يساعد على حل المشكلات دون سابق إفتراضات أو معتقدات أو خبرات أو مفاهيم مسبقة.
** الإصرار على النجاح .. والمحاولة المرة تلو الأخري وعدم فقدان الثقة حتى ولو كان بهدف التعلم .. ولو كان العائد صفرا
** الرؤية الواضحة والجلية لسحر الأشياء والأعمال .. إنهم يرون سحرا لا نراه فيما يفعلون أو يعتقدون.
وأخيرا .. هذا التشكيل والفروقات بين هذا الجيل والاجيال السابقة .. مصدره الدماغ البشري .. ألذي يستجيب أحد أقسامه وتخصصاته إلي الإشارات الواردة من الحواس .. إما مثيرة للإعجاب والدهشة ومجزية .. أو منضبطة ومتريثة وتتعامل مع الواقع .. وكلا الجانبين يعملان متوحدين متكاملين .. مع بعضهما البعض .. من أجل أن يتعلم الإنسان ويتطور دماغه ..
وهذا النوع من الاستثارة الناتجة عن إستعمال التكنولوجيا والإبحار فيها .. يساعد الطفل أوالمراهق أن يكون أكثر إستعدادا للمغامرة والإستكشاف وركوب المخاطر ..وهكذا يتشكل دماغه .. لذلك أجد من الذكاء أن نتفهم وندرك مسببات الطريقة التي تفكر بها الاجيال الجديدة. وأن نتعامل معهابحكمة وتقدير .. وهذا يتطلب ان نعلم أطفالنا مهارة التوازن بين الإستثارة والمخاطرة .. وبين العقل والحكمة.