جدة ـ نجود النهدي
تواصل وزارة الثقافة تنظيم الفعاليات المتعلقة بالابداع من اجل توفير فرص فنية نوعية يلتقي خلالها المبدعون من المملكة بنظرائهم في العالم، إلى جانب إرساء منظومة تسهم في ازدهار المشهد الثقافي والفني في المملكة، وتدعم الفنانين السعوديين لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الثقافي السعودي بمختلف اتجاهاته ومن الفنانين الذين لهم بصمات باهرة في مجال تصميم التحف والمجسمات ثلاثية الابعاد الفنان سعود محمد الحجي والذي يركض خياله في عالم الابداع وتمكن من تصميم مجسمات من وحي الخيال ومن مواقف معينة، مؤكدا أن لكل مجسم حكاية وقصة، كما يحمل الفنان رؤية مدهشة من خلال أعماله، التي تواكب رؤية 2030 في المحافظة على التراث والمواقع الأثرية، وإظهار تاريخ وثقافة بلادنا للعالم، واستقطاب السياح لتلك المواقع.
وفي سؤال عن كيفية افكار مجسماته ثلاثية الابعاد قال: استوحي افكاري من صميم الواقع كما انني اعشق التراث واحوال التعامل معه بحرفية مطلقة كما أن للخيال دوراً في مجسماتي والتي اعتز بها جداً.
وحول تصميمه للوحة سمو ولي العهد ـــ حفظه الله ــــ وكم استغرقت من الوقت قال: أنا فخور جدا لعمل مجسم لسمو سيدي ولي العهد الامير محمد بن سلمان. وبالنسبة لتفاصيل العمل فإن اللوحة ثلاثية الابعاد استغرق تصميمها نحو ثلاثة أشهر واعتز كثيرا بهذه اللوحة.
وعما اذا كانت تصاميمه تعتمد على المهارة والموهبة أم التعلم قال: التصاميم موهبة قديمة بالنسبة لي وتم تطويرها مع مر الأيام واستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد مواكبة للثورة الصناعية الرابعة واحاول حاليا ايجاد افكار مغايرة لتصميم تحف من التراث المحلي.
وفيما اذا كانت قد صادفته عوائق خلال عمله قال: بالنسبة للعوائق التي مررتُ بها كثرة أعطال الطابعة ثلاثية الأبعاد وارتفاع أسعار فلمنت الطباعة (المادة البلاستيكية) وعدم توفر قطع الغيار ولكن شغفي بالتصميم جعلني اتجاوز مثل هذه المعوقات وفي خيالي الكثير من التصاميم التي انوي انجازها.
وعن الذين وقفوا معه في مسيرته قال: أخي عبد العزيز الأصغر مني مباشرة إنسان مبدع وشغوف لخوض معارك كثيرة في تجارب أجهزة صناعية وسبق وأن امتلك طابعة ثلاثية الأبعاد صغيرة وبدائية تعلمت عليها حتى وصلت لهذا الإبداع.
وحول ما يود ان يقوله للمهتمين في مجال الفنون والمجالات الأخرى قال: اترك لنفسك مساحة كافية من الوقت وتعلم أي شيء جديد يغير من حياتك ويجعل منك إنسانا مبدعا متغيرا بالأفكار كما ان الفنان السعودي استطاع بما يمتلكه من مواهب وابداع ان يصل الى المحطات العالمية واحاول حاليات تكريس خبراتي لانتاج اعمال مغايره في التحف والمجسمات ثلاثية الابعاد.
وحول امكانية توظيف المجسمات ثلاثية الابعاد واستلهامها من التراث للجذب السياحي قال: إن فن تجسيد المواقع التراثية ومحاكاتها للواقع هو تسويق لجذب السياح من الخارج لزيارتها على أرض الواقع، فهي تعتبر من المناشط السياحية الهامة التي تحتاج لدعم في المشاركات الخارجية والمعارض المختلفة، وعقد ورش عمل للتعريف بهذا الفن وتطويره، وتهيئة المجتمع لاستقبال السياح وإيجاد بيئة جاذبة لهذا العمل، واستقطاب المستثمرين لهذا النشاط، لاسيما أنها تواكب تطلعات الرؤية الحكيمة. وأضاف: “الحرفيات والحرفيون هم من سينقل تراث السعودية من جيل لجيل، مع الحفاظ على روح الأصالة ولمسات المعاصرة، وما يتم صنعه سيكون بجودة عالية ولمسات جديدة، تختلف عما تم التعود عليه سابقاً، وهنا يظهر أهمية احترام العمل المقدم وقيمته الحقيقية”.
