حصاد الأسبوع

الرياض.. مبادرات طموحة لاستدامة عالمية

البلاد – مها العواودة، رانيا الوجيه

قطعت الرياض خطوات كبيرة في طريق التحول إلى واحدة من أكثر المدن استدامة عالمياً، خصوصاً بعد إطلاق سمو ولي العهد استراتيجية استدامة الرياض على هامش منتدى مبادرة السعودية الخضراء، والتي تشمل أكثر من 68 مبادرة طموحة للاستدامة في خمسة قطاعات، وهي: الطاقة والتغيّر المناخي، وجودة الهواء، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والتنوع الحيوي والمناطق الطبيعية، بينما تستهدف الاستراتيجية خفض انبعاثات الكربون في المدينة بنسبة 50 %، بالإضافة إلى ضخ 346 مليار ريال في مبادرات ومشاريع الاستدامة للمدينة وتحفيز القطاع الخاص بفرص استثمارية.
وتهدف الاستراتيجية إلى أن تصبح الرياض من أكثر المدن استدامة وتنافسية في العالم بحلول عام 2030، بينما أكد رئيس خبراء حماية البيئة العالمية والمستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ ضومط كامل لـ”البلاد”، إن مبادرات السعودية البيئة تأتي بعد وصول التغير المناخي والاحتباس الحراري لمستويات خطيرة في كل أرجاء الكرة الأرضية وزيادة الحرائق والفياضانات وتمدد التصحر وانخفاض المتساقطات وذوبان الجليد في القطبين بسرعة فائقة وزيادة الغازات والانبعثات المسببة للاحترار الهوائي حيث كان لا بد من خطة مواجهة على المستوى العالمي المطلوب من أجل تنفيذ استراتيجية علمية بعدما فشلت المؤتمرات السابقة في الوصول إلى أي نتائج ملموسة، ذلك جاءت مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، لتنفيذ أحدث الخطط العالمية والاسترايجيات لحماية البيئة العالمي.


وقال إن الرياض الخضراء ستكون أول مدينة عربية تتحول إلى العالمية في الرفاهية البيئية، كما ستكون قدوة لما يجب أن تنفذه المدن العربية. وأضاف: “مبادرة السعودية الخضراء من خلال زراعة 10 ملايين شجرة تغير وجه التصحر الذي وصلنا إليه وتعيد المملكة العالم الأخضر وخطط حماية البيئة المائية والزراعية والنفايات، واستعمال الطاقة النظيفة، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر بزراعتها لـ40 مليار شجرة تحمي البيئة من كل الملوثات وتضع الاستراتيجيات المطلوبة لمواجهة التغير المناخي والتلوث الهوائي والمائي، والحفاظ على مصادرها وحماية الأنهار والمياه الجوفية والغابات والثروات الزراعية”، مؤكدا فخرهم بأهم استراتيجية في العالم والتاريخ حيث تعتبر المنقذ الأول للتدهور البيئي الخطير في العالم، لافتا إلى أن المطلوب من كل علماء البيئة والجمعيات البيئية، الوقوف العملي إلى جانب قيادة المبادرات لأنهم المنقذ الوحيد للمنطقة والعمل بالمطلق لإنجاحها.
ويرى مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية أبوبكر الديب، أن المملكة تتميز بمقومات جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية عدة، تمكّنها من احتلال مكانة رفيعة بين الدول القيادية على مستوى العالم، فلديها عقول عظيمة ويتميز سكانها بالشباب والحيوية وهي تملك إحداث تأثير إيجابي على البشرية، مشيراً إلى أن استهداف الممكلة نقل 480 مقراً إقليمياً للعاصمة الرياض خلال 10 سنوات سيجلب 18 مليار دولار للاقتصاد السعودي، ويخلق 30 ألف وظيفة، كما أن أكبر شركة لتوربينات الرياح في العالم تؤكد نقل مقرها الإقليمي إلى السعودية، حيث تحتل الرياض المرتبة 40 في اقتصاديات مدن العالم. وتابع: “المملكة تسعى إلى أن تكون دولة مدنية عصرية متفاعلة مع ما حولها غير مفرطة في ثوابتها، في ظل التحديات الداخلية والمخاطر الخارجية”.

في السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي محي الدين الشحيمي: “ليس بمستغرب أبدا بأن تسعى المملكة لجعل الرياض مدينة أكثر استدامة عالمياً، فذلك يأتي نتيجة لمسيرة كبيرة وواعدة من العمل واستشراف نحو المستقبل بخطى ثابتة، وبالتخطيط للوصول للدولة العصرية الريادية عالميا، حيث الصفرية الكربونية والاقتصاد البديل والتقنيات الذكية، والنظام الابتكاري الإداري ونماذج الحوكمات الإنسانية، التي تعتمد على حوسبات البيانات الضخمة والتي تسخر للخدمة الإنسانية ولمجتمع متوازن”.
إلى ذلك قال المتحدث الإعلامي للأرصاد حسين القحطاني: “لا شك أن المملكة تتجه نحو العمل العالمي من خلال مبادرات واستراتيجيات طويلة المدى، وكلها تسعى لتحسين جودة العمل على المستوى المحلي والإقليمي، واعتقد أن المبادرات التي أطلقها سمو ولي العهد في تلك القطاعات هي بمثابة مبادرات جريئة وقوية وفاعلة ومهمة وتعطي صورة لجدية الحدث والآن تتخذ المملكة الإجراءات المناسبة لتفعيل دورها في هذا الجانب، ومن المهم أن يشارك العالم المملكة والمجتمع الدولي من خلال المبادرات الجادة والفرص الطموحة لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى التنمية المستدامة للمجتمعات والحفاظ على المقدرات الطبيعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *