صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد العريق صفقة إيجابية على الجانب الاقتصادي في ظل تنوع الاستثمارات الاقتصادية للمملكة تحت مظلة رؤية 2030، من خلال العمل الدؤوب للصندوق للبحث عن أفضل الاستثمارات، ولا حديث يعلو على توقع حدوث ثورة في شراء اللاعبين، ولكني أعتقد أنه لكي تدير نادياً لابد من أن تقوم بذلك بالشكل الصحيح، وليس هناك طريقة للنجاح سوى الطريقة الصحيحة؛ لذلك لابد من العقلانية في الموازنة والصرف وعدم الانجراف خلف إشاعات التعاقدات الخرافية التي قد تكون ضرباً من الجنون، ولكن المهم أيضاً أن يكون التواصل مع الجماهير بطريقة صحيحة.
الفرصة الحقيقية لتحقيق أحد أهم أهداف هذه الصفقة هو نقل الصورة الصحيحة عن الوطن وثقافته بالطريقة الإيجابية وعن مقدار التقدم الذي تعيشه المملكة في ظل الرؤية العظيمة، عن طريق الأشخاص المؤهلين لذلك؛ سواء من الإعلاميين أو المسؤولين وطلابنا المبتعثين، بل وحتى المواطنين إجمالاً حيث نتشارك جميعنا تلك المسؤولية العظيمة، وليس القيام بتصرفات عشوائية قد يراها البعض لطيفة أو كوميدية الى حد ما، ولكنها للأسف الشديد تعكس صورة نمطية سلبية عكس الأهداف الحقيقية لمثل هذه الاستثمارات التي ليست جميعها مادية واقتصادية، وذلك مدخل لمعرفة ما هي «القوة الناعمة».
إن مفهوم «القوة الناعمة» مفهوم صاغه جوزيف ناي، لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه كوسيلة للإقناع، وهو مفهوم تم استخدامه مؤخرًا للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية، أو كما وصفه الدكتور جمال عبدالجواد أنه قوة النموذج، وجاذبية الثقافة، وسمو القيم والمبادئ، والمصداقية في الالتزام بكل هذا أو امتلاك الخصائص التي تجعل الآخرين يتطلعون للدولة باعتبارها نموذجاً يحتذى، ومصدراً للإلهام.
بعدٌ آخر..
هناك مقولة في عالم الفن تقول: «العرض لابد من أن يستمر مهما كانت الظروف The Show Must Go On « ، وهناك قصص كثيرة عن فنانين ورياضيين تحاملوا على ظروفهم لإكمال المهمة وفي الوقت نفسه كسبوا الاحترام والتأييد لذلك، وما فعله الكابتن أبو تريكة عكس ذلك تماما، وفي هذه الحالة ما يحكم الموقف هو قوانين المنظمة سواء كانت تتساهل مع تأثير الآراء والقناعات الشخصية على إكمال العمل من عدمه.
MohammedAAmri@