البلاد – مها العواودة
أكدت عدد من المختصات أن هناك عددًا من الردود والأفعال التي تصدر عن الأم، وتعطي للطفل مؤشرًا لضعف شخصيتها. منها التوتر والتردد الدائم، وعدم أخذ المواضيع بجدية وعدم إعطاء رأي صريح ومباشر، وعدم الحزم في تطبيق القرارات لافتات إلى أن الطفل بناء على هذه المؤشرات يبدأ عملية التسلط، مشيرة إلى أنه من الخطأ الشائع الآن الحنان المفرط من الأمهات تجاه الأبناء خاصة أولئك من كانوا يتلقون معاملة قاسية من الأهل. المستشارة الأسرية خديجة الزبيدي أوضحت أن تأثر الطفل في المراحل المبكرة من الطفولة بسلوكيات الأم كونه ملازماً لها فيتأثر بما يشاهد ويسمع. لذا ترى الزبيدي ضرورة أن تكون الأم واعية بأهمية أن تكون قوية الشخصية ومدى انعكاس ذلك عليها وعلى سلوكياتها وبالتالي على الطفل فتكون أم حازمة بدون قسوة في التربية وتوجيه الأبناء وأن تثق في نفسها ولاتستسلم لكل المحبطات الموجودة حولها والتي تُشكك في أنوثتها أوحتى أمومتها.
داعية إلى ضرورة تقوية نقاط الضعف في حياتها و طرق وأساليب التربية على أن تتعامل مع الطفل باحترام وعدم الصراخ والحديث بالصوت العالي لأن هذه الطريقة السيئة رسالة واضحة للعجز والضعف التربوي. من جانبها قالت الدكتورة جمانة الببيلي مستشارة نفسية وتربوية أسرية ” كل أم تسعى أن يكون أبناءها بأحسن حال وتبذل كل جهد حتى تحقق لهم النجاح ، لذلك ينبغي أن تنتبه أثناء التربية أن كل حركاتها وسكناتها تضع في عقل الطفل علامة لن ينساها، ويجب عليها أن تطبق الفضائل والقيم والسلوكيات الجيدة في تعاملاتها دائما. فالطفل يتشكل بناء على مايراه من أمه فهي مثله الأعلى وقدوته في كل سلوكياته”. وأثناء عملية التربية لفتت إلى ظهور بعض التصرفات من الأم قد تعطي مؤشرا لضعف شخصيتها مثل التردد وعدم اتخاذ قرارات سليمة لذلك يجب أن تكون الأم متزنة وغير عصبية ومتوترة وتحرص على ضبط انفعالاتها . مؤكدة أن الحزم مطلب مهم في التربية -ولا أعني بالحزم هنا القسوة- ولكن إدارة الحياة بشكل جيد ولامانع من مزج الحزم بالحب والحنان ، ومهم جدا أن تعرف الأم متى تطبق الحزم ومتى اللين في قراراتها مع أبنائها، فالام عندما تكون حازمة ستؤثر في نشأة أبنائها على احترام مبادئ الانضباط والالتزام وإبعادهم عن الكسل والتهاون ، وتبني شخصيات قادرة على اتخاذ قرارات سليمة في حياتهم.
وتابعت “في المقابل نجد بعض الأمهات تفرط في القلق والخوف على الطفل من كل شيء ويظهر ذلك في معظم تصرفاتها ، فتنتقل هذه المشاعر للطفل ولأن الطفل بطبيعته يحب التجربة فهذا الشعور سيؤثر عليه سلبا فتبنى لديه شخصية ضعيفة غير قادرة على اتخاذ قرارات سليمة وشخصية فاقدة الثقة بنفسها”. وترى أن الاعتدال في الخوف على الأطفال مطلب مهم خلال عملية التربية مع ترك مساحة للطفل بخوض بعض التجارب التي يرافقها المتابعة والمراقبة عن بعد من الأم لينشأ طفل قارد على الاستفادة من أخطائه ولديه القدرة على اتخاذ قرارات سليمة في المستقبل.